Part 50

23.8K 1.1K 480
                                    


حدث سابقاً:

" من قال لكِ أنها ماتت؟ "
" لقد دمرتُ الحاجز بين البشر والخوارق "
" توقف عن فعل ذلك، توقف "
" أرأيتِ أنكِ عمياء "
" لا أنت استغلالي يا هاري لأنها كانت منافسة بيني وبينك وأنا فزت "

_______________

جالسةً على مكتبها تكتب آخر كلمات تعويذة تعرف جيداً أنها ستغير مجرى حياتها ولكن مع انتهائها ستنتهي جميع الكوابيس التي تعيش داخلها.

رتبت أدواتها هذا بالطبع بعد أن نظفت القصر بأكمله وودعت صديقتها التي أخذها خطيبها وسافرا إلى الولايات المتحدة ليغير حياتها التي كانت تنحصر بين البكاء كل ليلة لسبب مجهول والشرود أربعة وعشرون ساعة، وبعد أن ودعت أحد أقرب الناس إليها وهو أيضاً سافر مع حبيبته بعد أن تقدم لخطبتها إلى أستراليا.

أرتدت فستان أبيض لتجعل النهاية سعيدة على عكس ما بدأت، رفعت شعرها إلى الأعلى لتجعل بعض الخصلات البنية تتدلى على وجهها واكتفت بوضع القليل من الكحل الأسود الذي حاوط عينيها الزرقاء بجمال على جمالها ليجعل كل من يراها يقع أسيراً تحت قدماها.

جمعت كل ما تحتاج وتحركت متجهه إلى المكان الذي كان سبب كل ما حدث لها، ولكن قبل ذلك اتجهت إلى ربيع حياتها الذي مات وأخذ معه روحها ثم صنعت له باقة ورد كبيرة ذات ألوان زاهية تخطف الأنظار، تحدثت معه قليلاً بعد إخبارها بإشتياقها له ووعده باللقاء قريباً ومن ثم التوجه إلى القصر.

فَتَحَت الباب بهدوء بنسخة مفتاح إضافية حَصَلَت عليها سابقاً، لترى مَن كانت تدعوه بصديقها مرتدياً بدلته السوداء وبجانبه مَن ساعدته في التخطيط لكل شئ دمّر آخر ذرة إنسانية كانت في قلب بطلتنا، وهما يحملان حقائب كثيرة ليرحلا كما الجميع يفعل.

وقف أمامها بخيبة أمل وهو يشجع صوته على الخروج:

" لن تريني مرة ثانية ولن تدمع عيناكِ مجدداً عند تذكركِ ما فعلت، ستظلين أغلى الناس على قلبي وللمرة الأخيرة أنا آسف "

حمل حقيبتان وكاد أن يتحرك ناحية الباب متجاهلاً نظرات الغيرة التي تشع من عينا حبيبته، ولكن أوقفته يد بطلتنا التي ربتت على كتفه:

" اعتذارك مقبول، لم يعد لدي شئ لأخسره يا زين، أتمنى لك السعادة الأبدية "

هذه المرة هو الذي دمعت عيناه غير مصدقاً لها سامحته هكذا بعد ما فعل، سحبته في عناق قصير لتجعل شهقة حاول كبتها تخرج بدون رغبة منه، في الحقيقة هي لم تسامحه لأنها نست ما فعل ولا حتى لأنها قدّرَت موقفه، هي سامحته لأن من قُتل ظهر لها في منامها وطلب منها ذلك وهي نفذت رغبته.

ابتسم لها بعد أن مسح دموعه وأكمل طريقة ناحية الباب ممسكاً بيد حبيبته مودعاً القصر، مودعاً رتبته ومودعاً المملكة المتحدة بأكملها، لا شئ يبقى في هذه الحياة.

شيطان وملاك ( قيد التعديل)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن