Part 1

87.7K 2.2K 212
                                    

يوم جديد تتردد في صباحه نسمات الهواء العليل وزقزقة العصافير القادرة على علاج السقيم إذا فقط استمع لأصواتها التي تعزف سيمفونية تداعب أذن بطلتنا ذات التاسعة عشر ربيعاً.

استيقظت بكل رضا واقتناع بحياتها وبكل ما تحتويها من تفاصيل.

تحممت وارتدت ملابسها المنتقاة بعناية وذوق رفيع، هذه أحد المواهب التي ورثتها عن أبيها رحمه الله.

نظرت إلى صورة والدتها التي قُتلت منذ فترة، وبدأت تتأمل وجهها الذي اشتاقت لرؤية ابتسامته، ثم قالت بهدوء شديد :

" اشتقت لكِ "

نزلت من غرفتها لجدها وعمها وهما آخر مَن تبقى لها.

" صباح الخير "

قالت بإبتسامة مشرقة بالتفاؤل لتجعل جدها روبرت يقول بإعجاب واضح على وجهه الجميل الذي زينته بعض التجاعيد:

" تزدادين جمالاً يوماً بعد يوم حفيدتي "

" أبي محق أنتِ فى قمة الجمال والأناقة طفلتي "

وافقه عمها تيموثي بقوة.

بعد تناول الإفطار ذهب العم تيموثي إلى عمله وصعد الجد إلى غرفته وتوجهت بطلتنا نحو المكتبة لتذهب هي وعشاقها الكتب إلى عالم الخيال.

أمسكت بكتاب عن الخوارق وبدأت تقرأ وفكرت مع نفسها:

ألا يوجد في هذا العالم أشخاص خارقة للطبيعة أم هي فقط أساطير، وكانت أمنيتها الوحيدة في تلك اللحظة أن تعيش مغامرة حقيقية مع أحد تلك الأشخاص.

بعد الكثير والكثير من الوقت المستغل في القراءة عاد العم تيموثي من عمله وألقى عليها التحية وصعد للجد روبرت، كعادتهما يتحدثان لساعات عن أشياء لا تعرفها بطلتنا.

خرجت إلى حديقة القصر الواسعة بشكل مبالغ فيه وهي تفكر:

كم من فقير ينام بالشارع ويتمنى فقط كوخ يلجأ إليه! وهي تشعر بالحزن لحال مثل أولئك الناس، وتتمنى أن تتاح لها الفرصة لمساعدتهم ولكن هيهات فإنها ممنوعة من الخروج لسبب مجهول.

لكنها اتخذت قراراً أن تستغل فرصة انشغال جدها وعمها في التسلل من بوابة القصر، وفعلاً نجحت في ذلك وخرجت لتستنشق رائحة الحرية، ما أجملها!

وبالفعل بدأت تمشي بدون وجهة محددة حتى لاحظت أنها في غابة كثيفة الأشجار ولا تعرف لها طريقاً للعودة، ولسوء الحظ بدأ المطر بالإنهمار، وتبللت ملابسها بالكامل، فأخذت تجري بسرعة حتى تعثرت في غصن شجرة وتلطخت ملابسها بالوحل.

رفعت رأسها بتثاقل وإذا بها ترى...

شيطان وملاك ( قيد التعديل)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن