Part 41

11.7K 555 92
                                    

نَظَرَ لوالدته بدهشة، غير مصدقاً لما يراه. 

كيف عادت إلى الحياة؟ هل هذا ممكناً؟ 

كيف تكون هذه هي هدية إفرونيا له؟ من المفترض أن تنتقم منه لا أن تهديه شيئاً يسعده.

كيف يكون سحرها بكل تلك القوة؟

لم يكن يعلم أنها تفعل كل هذا بسبب وعدها. 

لقد كان في هذه اللحظة مشتتاً بسبب تفكيره : كيف يمكن لشخص أن يعود من الموت؟

لم يكن يعلم أن والدته لم تمت أصلاً، لم يكن يعلم أن السحر لا يميت أحداً. 

كان نادماً لأنه نَظَرَ إلى الجرح الموجود في وجه إفرونيا التي ابتَسَمَت له بمعنى :

" لقد قلت لك كل شئ سيعود كما كان "

كان مجروحاً لأنه تأكد من أن الفتاة التي أعادت له مشاعره وجعلته يقع في حبها أصبحت تكرهه بسبب أفعاله الحقيرة. 

لننتقل إلى الجانب الآخر، رغم أن آني كانت غاضبة بسبب حال إبنها وبسبب ألفاظه وما وصل إليه إلا أنها كانت غير قادرة على إخفاء شوقها له. 

في النهاية هذه أم. 

حَرّكَ رأسه يميناً ويساراً وهو يتمتم :

" هذا غير حقيقي "

" هذا غير حقيقي "

إقتَرَبَت منه وقالت بصوت مليئ بالشوق والحنين:

" هذا حقيقي هاري أنظر ها أنا أمامك "

أمسَكَت بيديه ورفعتهما ليتحسسا وجهها. 

لمعت عيناه وفوراً ارتمى داخل أحضان والدته. 

هَمَسَت وهي تمرر يدها على خصلات شعره الذي أصبح أطول بكثير منذ آخر مره رأته فيها:

" أنا هنا بني، أنا هنا، لو تدرك فقط كم إشتقت لك "

قال بصوتٍ باكي ورغم ذلك لم تنزل دموعه:

" أمي، لا تتركيني مجدداً، لو تدركِ أنتِ كم الألم الذي كنت أشعر به حينما أنظر إلى صورتكِ كل يوم ولا أستطيع أن أتحسس وجهكِ بيداي "

رَبَتَت على كتفه وقالت:

" لن أتركك مرة أخرى بني أعدك، سنظل سوياً إلى آخر العمر "

ابتعد هاري عنها ونظر لها ثم صاح بفرح كالطفل :

" لا أصدق، أمي أنتِ هنا معي! يا إلهي "

رفعها وبدأ يدور بها وهي تقول بصوتٍ ضاحك:

" أنزلني أيها المجنون، سنقع سوياً الآن "

إفرونيا لم تبكي بسبب ما فعله بل توسعت إبتسامتها لرؤيته هو وآني هكذا. 

انسَحَبَت بهدوء لتتركهما يعوضان كل الوقت الذي ضاع منهما.

شيطان وملاك ( قيد التعديل)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن