الفصــــل الأول :
تلـــــوى فم أوس بإبتســـامة صغيرة ، وأغمض عينيه لتسكن روحه في أحضانها بعد أن تذوق اخيراً طعم السكون ، فهزته تقــى برعب وهي تصرخ فيه :
-أوس .. رد عليا ، أوس ، ماتموتش وتسيبني ! أوس !
ضربت على صدره بكفها وهي تضيف بصوت هــــادر :
-انت وعدتني ماتسبنيش ! ليه بتخلف وعدك ، قــــوم .. كلمني يا أوس ..!!!
ثم رفعت رأسها للأعلى وأغمضت عينيها لتصرخ بتنهيدة حـــــــــــارقة جثت على صدرها ، وأطبقت على روحها ، وقضت على أخـــر ما تبقى من حياتها المعذبة تاركة إياها تعاني مرارة الفقد والحرمــــان :
-لألألأ .. ماتموتش يا أوس .. ماتموتش وتسيبني هنـــا ! لألألألألألألأ !
أمسكت به من ياقته وهزته بعنف أشـــد ، وكزت على أسنانها لتهدر بصراخ حـــارق :
-ليه بتعمل فيا كده ؟ ليه ؟!
لم يجبها بل ظل جســـده ساكناً ..
رفعت عينيها للأعلى لتنظر حولها بخوف بائن ..
كانت بمفردها في تلك الصحراء القاحلة .. لا أثــر للحياة ، ولا أثر لأي مخلوق ...
ابتلعت ريقها بفزع حقيقي .. ثم بحــذر شديد أبعدت أوس عن أحضانها ، وأسندت جسده على الرمـــال ، وأمالته على الجانب ، ثم جاهدت لتنهض عن الرمــال بعد أن أصبحت ساقيها ثقيلتين وعاجزتين عن الحركة ..
نظرت إلى كفيها فوجدت الدمــاء تلضخهما ، فقفز قلبها رعباً من بين ضلوعه .. وزاد شحوب وجهها
وتلاحقت أنفاسها ..
هواجس مخيفة دارت - في تلك اللحظات الحرجة - في عقلها .. فهي مشتتة ، مذعـــورة ، عاجزة عن التفكير ، وقبل أي شيء بمفردها لتواجـــه تلك الفاجعة وعليها أن تنقذ ما يمكن إنقـــاذه..
وتحولت نظراتها العدائية إلى نظرات قلق وخــوف واضح ..
مسحت بكمها عبراتها ، ثم جابت بأعينها المتورمتين المكان محاولة معرفة طريقها ومن أين تبدأ ..
هداها تفكيرها إلى السير حيث فـــر هؤلاء المجرمين ، لعلها تصــل منه إلى الطريق الرئيسي ..
ألقت نظرة أخيرة على أوس ، ثم ركضت بهلع في طريقها المنشـــود ..
ابتل جبينها بحبات عرق غزيرة ، وزاد خفقان قلبها .. فما أصعب الركض وسط تاك الرمـــال الساخنة وتحت أشعة الشمس الملهبة ..
حاولت أن تظل ثابتة في تفكيرها على هدفها وألا تتشتت .. نعم الوصــول إلى الطريق أولاً هو السبيل للنجـــاة ..
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romanceوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...