الفصل الخامس :
في المشفى الحكومي ،،،
في غرفة العناية ،،،
-تقــى .. !
قالها أوس بصوت ضعيف وهامس جعلها تتسمر في مكانها مصــــدومة ..
تسائلت بأنفاس لاهثة هل تتوهم ما سمعته تواً ، هل أحلام اليقظة بدأت تراودهـــا ، فظنت أنه يخاطبها ...
-تـ... تقى !
قالها مجدداً بصوت أكثر همساً .. فأدارت رأسها نحوه ، وحدقت به بأعين مشدوهة .. فرأته يحرك رأسه للجانب .. ولكنه مغمض العينين ..
أســـرع الطبيب نحوه ، وتفقده بإهتمام ، فتابعته بأنظارها المذعــــورة ، ولم تنبس ببنت شفة ، وتجمعت أفكارها حول كونه يتحدث إليها ،
نظرت إليها الممرضة بضجر ، وأردفت قائلة بجدية :
-برا يا مدام الوقتي خليني أشوف شغلي
نظرت لها تقى بأعين لامعة ، وهمست بعدم تصديق :
-هو .. هو بيتكلم ! قـ.. قال اسمي !
ردت عليها ببرود قاسي :
-دي هلاوس البنج ، مافيش حاجة !
ثم قبضت على ذراعها ، وسحبتها للخلف وهي تتابع بضيق :
-من فضلك برا ماتجبليش مصيبة !!!!
توسلت لها بإستعطاف بائن في نبرتها :
-سبيني بس آآ....
قاطعتها بجمــــود وهي تتحرك بها إلى خـــارج الغرفة :
-لما يعدي مرحلة الخطر هتبقي تزوريه براحتك ، غير كده انتي هاتقطعي عيشي
همست تقى بإرتجافة قوية :
-أنا .. آآآ
نظرت لها بتحذير وقاطعتها بصوت حـــاد :
-من فضلك يا مدام ، متخلنيش أندم إني عملت معاكي معروف !
ثم إصطحبتها إلى خـــارج غرفة العناية ، وأغلقت الباب خلفها .. فوقفت تقـــى بمفردها وحيدة خائفة في الممر الكئيب وهي على وشــك الإنهيار ..
طوقت جسدها بذراعيها لعلها تبث إلى نفسها شعورها بالآمــان ، ولكن ما زاد هذا إلا من رعبها .. فهي دوماً وحيدة .. لا يساندها أحد إلا والدها الكهل ، والذي بات عاجزاً في الأشهر الأخيرة .. إستندت بظهرها على الحائط المشقق .. وتلفتت حولها بحسرة ..
نعم لا أحد معها ، لا أحد يشد من أزرها ويبث في روحها السكينة ..
هي ضعيفة ، قليلة الحيلة .. تجاهد للصمود ، لكنها تعبت وأرهقت .. ولم تعد تتحمل ....
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romanceوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...