الفصل الثامن عشر

141K 3.8K 732
                                    


الفصل الثامن عشــــر :

في منزل أوس الجديد ،،،،

ظلت تقــى على وضعيتها المستكينة رافضــة للحديث مع أي أحـــد .. وشـــاردة معظم الوقت ..

أشفق أوس على حالتها بشدة .. هو لم يردْ أن تخوض تلك التجربة الذهنية من جديد ، ولكنه كان يعلم أنها السبيل الأول للعلاج الفعـــال ..

أخــذ نفساً عميقاً ، وحاول أن يضبط إنفعالاته حتى لا يؤثر عليها ، فيكفيه أنها لم تنبذ بعد وجوده بقربها ..

بحذر شديد جلس إلى جوارها على الأريكة العريضة ، ثم مد يده ليتلقط كفها ، وإحتضنه بين راحتيه ، وهمس لها متوسلاً :

-انسي يا تقى ، وماتفكريش في اللي فات ، اللي مرينا بيه كان غصب عني وعنك ، وأنا بأقولهالك تاني ، أنا استحالة أذيكي تاني ، أو أخلي حد يأذيكي ..!!

نظر إليها بعشق ، وتأمل سكونها بتفحص دقيق .. ثم رفع كفها إلى فمه ، وطبع قبلة صغيرة عليه ، وتابع بهدوء :

-أنا عارف مين اللي هايقدر يخرجك من اللي انتي فيه ! وبكرة هاتكون معاكي .. هي زيك وروحها حلوة ، وإنتو الاتنين محتاجين بعض !

ربت على كفها قبل أن يتركه ، وينهض ليتحرك نحو غرفة مكتبه ....

تابعته تقى بنظراتها الحزينة ، ثم همست لنفسها برجـــاء واضح :

-يا ريت أقدر أنسى عشان أكمل اللي جاي وأنا ... وأنا مش خايفة من حياتي معاك !

...................................

في صبــــاح اليوم التالي ،،،

في منزل الجـــارة أم بطة ،،،

إرتسمت إبتســــامة عريضة على ثغر أم بطة حينما رأت ابنتها واقفة أمـــام عتبة منزلها بعد أن فتحت الباب لها ..

مدت لها ذراعيها لتحتضنها وهي تردد بسعادة :

-وحشتني يا بت ، كل دي غيبة ، تعالي في حضن أمك

كانت بطة كالصنم معها ، بدت متجهمة الوجـــه ، عينيها حمراوتين ومنتفختين من كثرة البكاء

حينما أمعنت والدتها النظر في ملامحها ، سألتها بتوجس :

-في ايه يا بطة ؟ ايه اللي حصل ؟

إشرأبت بعنقها ، ونظرت للخلف وأضافت بقلق :

-والواد عبده فين ؟

-وسعي يامه ، سيبني في البلوى اللي أنا فيها

قالتها بطة بصوت مختنق وهي تندفع بخطوات متعرجة إلى داخل المنزل ..

✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️  كاملة - الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن