الفصل السادس عشـــــر ( الجزء الثالث ) :
ســـــارت فردوس بعد أن تركت القابلة أم نجــاح عبر عدة أزقــة ضيقة ، وحواري متفرعة لتصل إلى مكان شبه مقفر .. يحتوي على مساكن متهالكة للغاية ، يجلس قاطنيها على درجاتها المتدنية ..
خطت على الطريق الغير ممهد وهي تتفحص المكان بنظرات دقيقة متأملة معالمه ..
سيطرت رائحة عفنة على المكان بأكمله بسبب قرب مفرغ النفايات من المنطقة ..
أشخاص أشكالهم مريبة كانوا يجلسون على قارعة الطريق يدخنون السجائر وما بها من مواد مخدرة ومحظورة ..
وسيدات هيئتهن غير مريحة بالمرة يتبادلن الغمزات واللمزات ..
ابتلعت فردوس ريقها بتوجس ، ورفعت رأسها بتعالٍ زائف وهي تتجه للأمــام ..
وقعت عينيها على لافتة بالية ( بُهتت ) أحرفها ، وقرأتها بهمس :
-مـ.. مستوصف !
إلتوى ثغرها بإبتسامة شبه راضية ، فقد أوشكت على تحقيق غرضها ..
وقفت على بعد من تلك البناية القديمة .. لتتفحصها بدقــة ..
فرأت عدة سيدات يقفن في مجموعات ، ومعهن أطفال من الجنسين .. بالإضافة إلى عدة كهــول تمكن المرض منهم يقفون في الخــارج ويدخنون السجائر بشراهة لا تتناسب مع وضعهم الصحي ..
ألقت بطرف حجابها خلف ظهرها ، وشدت كتفيها ، وســارت في إتجاه المدخل ..
مرت هي من جوار سيدة مسنة ، يخرج من صدرها سعـــال متواصل ، فنظرت لها بتأفف وهي تسد فمها بطرف حجابها حتى لا تلتقط أي عدوى منها ..
تأملت المكان بنظرات أكثر تمعناً لتنحفر معالمه في ذاكرتها ..
كان المستوصف يقع في قبو البناية ، ولاحظت أن أغلب رواده من المسنات والنســـاء والفتيات الصغيرات ..
تعجبت من هذا ، ولكنها لم تكترث كثيراً .. فهي قد جاءت لغرض معين ، وتسعى للتأكد منه ...
بحثت بعينيها عن الممرضة المسئولة عن حجز الكشوفات الطبية هنا ، فوجدت امرأة سمراء البشرة تجلس على مكتب خشبي قديم ، وإلى أمامها عدة أوراق ..
اقتربت منها ، وانحنت بجسدها عليها لتسألها بهمس :
-هو ده ياختي مستوصف الشعب ؟
رمقتها الممرضة السمراء بنظرات إحتقارية وهي تجيبها بتهكم :
-ايوه يا ستي ، هـــو !
ترددت في سؤالها أمــام الجالسات عن عملية الإجهاض ، فدارت حول المكتب ، ومالت عليها لتهمس لها بحذر وهي تتلفت حولها :
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romanceوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...