الفصل الثلاثون

165K 4.5K 1.9K
                                    


الفصل الثلاثون :

في منزل تقى عوض الله ،،،

تحرك عوض ببطء ناحية باب منزله ، وإستدار برأســه ناحية فردوس الجالسة على طاولة الطعام ، وضيقت نظراته نحوها ، واستطرد حديثه قائلاً بصوت جاد :

-أنا نازل أجيب عيش بلدي من الفرن ، وبعدها هاجيب البقالة ، وهاعدي على الشيخ أحمد أساعده في تجهيز شنط الغلابة

أجابته بعدم إكتراث وهي تقرب ( الفاصوليا ) الخضراء من عينيها للغاية لتقلم طرفيها بإصبعيها :

-اعمل اللي انت عاوزه

ثم أخفضت نبرة صوتها لتغمغم بسخط وهي ترهق عينيها لترى على قدر المستطاع :

-كفاية عليا القرف اللي أنا فيه !

أغلق عـــوض الباب خلفه بهدوء ، بينما ألقت هي بما أمامها من خضــار ، وزفرت بحنق وهي تردد :

-مابقتش عارفة أشوف ولا أروح ولا أجي ، بقى دي أخرتها ! أدفن بالحيا هنا ، لأ وعاجزة كمـــان ! آآآآه .. أنا اللي جبته لنفسي ، آآآآه !

ثم إستمعت إلى صوت قــرع الجرس ، فنفخت من الضيق ، وهتفت بنفاذ صبر :

-ايه اللي رجعك تاني يا عوض !

إستندت بكفيها على الطاولة ، ونهضت بحذر من على مقعدها ، ثم إتجهت نحو الباب لتفتحه .. وتحركت دون أن تتمعن بدقــة في الواقف على عتبته ..

أضافت متسائلة بتذمر وهي توليه ظهرها :

-ناقصك ايه يا عوض ؟

إلتقط أنفها رائحة ذلك العطر المميز الذي تعرفه ، فشحب لون وجهها ، وإلتفت فجـــأة نحوه ، وتسائلت بذعر :

-إنت .. إنت جاي هنا ليه ؟

أجابها أوس بنبرة قاتمة وهو يرمقها بنظرات متفحصة :

-هو إنتي مفكرة إني هاسيبك بالساهل ؟

لوحت بذراعيها ، وصاحت بإنفعال :

-عاوز مني ايه تاني ؟ أنا بقيت عاجزة ، مافيش مني أمل !

أجابها بتهكم وهو يحدجها بنظرات جافة :

-إنتي اللي عملتي ده في نفسك مش أنا !

إغتاظت من تذكريه جريمتها بكلماته المقتضبة ، فهتفت بنفاذ صبر :

-قول جاي ليه وخلصني !

رد عليها بنبرة قاسية :

-إنتي مش هاتخلصي مني ، هافضل أطلعلك زي العفريت في كل وقت وفي كل مكان

لطمت على صدرها قائلة بحنق :

-آه يا غلبي !

أضـــاف قائلاً بنبرة محذرة للغاية وقد ضاقت نظراته :

✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️  كاملة - الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن