الفصل الحادي عشر :
كان يصـــارع الأمـــواج المتلاطمة بأقصى طاقته ليظل جسده طافياً على السطح ..
ابتلع أوس قدراً كبيراً من المياه ، واختنق حلقه ، ورغم هذا ظل صادماً إلى أن ارتطم جسده بذلك النتوء الصخري ..
فصرخ بصوت مكتوم ، وآلم شديد كاد أن يفتك بصدره .. وتصلب جســـده ، وعجز عن الإستمرار ..
وبدأ يستسلم للغرق ..
سمع صوتها يناديه بإسمه في ظلماته الحالكة .. فــأدار رأسه بعصبية بحثاً عنها ..
ناداها بصوته المتحشرج لعلها تنتبه له ، وتدرك مكانه :
-تقى ..تقى !
لكنه لم يراها .. لا شيء ســوى رذاذ الأمواج المالح الذي يلهب عينيه أكثر ، ويعوق إبصاره ..
كلمات أخيرة متقطعة التقطتها أذنيه بوضوح فكانت كالمشكــــاة التي أضاءت ظلمته فرأى قارباً تجثو فيه وممددة لذراعها نحوه ....
(( أنــا.. أنا حامــل .. ماتسبنيش ))
قـــوة رهيبة إنتشرت في خلايا جسده ، فزادت من مقاومته للغرق ، وأســـرع سابحاً في إتجاهها ، ليبدأ عقله تدريجياً في العودة إلى أرض الواقـــع .. ولكن شبه واعياً ..
..............................
تحركت سيارة الإسعـــاف – وصوت صافرتها يعلو بشدة - وسط تكدس السيارات لتشق طريقها في الزحـــام لتصل إلى المشفى في أســـرع وقت ...
ظلت تقــى مسندة لكف أوس على وجنتها ، وهمست له بصوت مختنق يحمل الآســى :
-هاتسيبنا لمين يا أوس ؟
تطلعت إليه بعينيها المغرورقتين بالعبرات ، وهتفت بصوت متحشرج :
-رد عليا ! أنا حامل في ابنك ، وإنت .. وإنت ساكت كده ، مش هاتقول حاجة
رفعت كفها الأخـــر لتمسح عبراتها عنها ، وأكملت بهمس مرير :
-قول أي حاجة ريحني ! ماتسبنيش كده أتعذب !
لهثت وهي تحـــاول السيطرة على نوبة بكائها ..
فتح أوس عينيه نوعاً ما ليرى طيف وجهها ، ولكن عــاود غلقهما بإنهاك ..
نظر لها المسعف بأسف ، وتفقد تعابير وجهها بإهتمام ..
ثم قاطع حديثها بجدية :
-مدام ماينفعش اللي بتعمليه ، لو حضرتك حامل ده بيأثر على الجنين ، وممكن يعمل مضاعفات
أدارت رأسها ناحيته لتنظر له بإجهاد .. فتابع بهدوء جــاد :
-حضرتك لازم تبقي عارفة إن الحالة النفسية السيئة ممكن آآ... تعمل اجهاض !!!
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romanceوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...