الفصل الثالث والعشرون

144K 4.1K 1.1K
                                    


الفصل الثالث والعشرون :

في منزل تقى عوض الله ،،،

جلست ليان على إستحياء على الأريكة الموجودة بالصالة الخــارجية .. وتأملت المكان حولها بنظرات متفحصة ..

ورغم البساطة الشديدة – وربما الفقر المدقع البادي على غالبية الأثاث – إلا أنها شعرت بألفة عجيبة بــه ..

خـــرجت تهاني من المرحــاض بعد أن غسلت وجهها ، وريمت على ثغرها إبتسامة بشوشة ، وهمست بسعادة :

-نورتي بيتك يا بنتي

هزت ليان رأسها دون أن تنبس ببنت شفة ، وإكتفت بإبتسامة مهذبة ..

جلست تهاني على الأريكة المجاورة لها .. ورمقتها بنظرات أمومية حانية ، واستطردت حديثها قائلة :

-أنا عارفة إنك مش فاهمة حاجات كتير من اللي بتحصل حواليكي

ردت عليها ليان وهي تفرك أصابعها بتوتر :

-أنا بس آآ... حاسة إني تايهة !

أخــذت تهاني نفساً مطولاً ، وزفرته على مهل ، ثم تابعت بهدوء نسبي :

-شوفي يا بنتي حكايتي بدأت من زمان ، مش من النهاردة ، واللي حصل قدامك وشوفتيه بعينيكي مايجيش نقطة في بحر من اللي أنا فيه

عضت ليان على شفتها السفلى وهي تحاول التعبير قائلة :

-أنا .. آآ...

رفعت تهاني كفها أمــام وجه ابنتها ، وقاطعتها بجدية :

-اسمعيني للأخــر وهاتفهمي كل حاجة !

هــزت ليان رأسها إيجابا ً ، وتطلعت إليها بإهتمام ، في حين بدأت تهاني في ســـرد ذكريات ماضيها بكل ما فيه من مـــرارة وظلم وخـــداع وقهر حتى تتضح الصورة كاملة أمـــام ابنتها ...

................................

في غرفة تقى ،،،

ربتت فردوس على ظهر ابنتها ، ورسمت ابتسامة زائفة على ثغرها وهي تهتف بعتاب :

-بقى كده يا بت ، أهون عليكي ! ماوحشتكيش امك

أمسكت تقى بكف يدها ، ورفعته إلى فمها لتقبله ، وأجابتها بنعومة :

-غصب عني يا ماما !

زمت فردوس شفتيها ، وتابعت بتنهيدة :

-يالا ، أديكي أعدة هنا معايا

حركت تقى رأسها بخفة ، فسألت والدتها بجدية وهي ترمقها بنظرات متفحصة :

-أخبار الحَبَل ايه ؟

ردت عليها تقى بهدوء :

-الحمدلله !

✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️  كاملة - الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن