الفصل السابع عشر

136K 3.7K 452
                                    


الفصل السابع عشـــــر :

في العيادة النسائية ،،،

انتهت الطبيبة بارسينيا من توقيع الكشف الطبي على تقى الممددة أمامها ، والتي كانت في حالة يرثى لها ، بداخل الغرفة المخصصة للكشف ..

دار أوس في غرفة مكتب الطبيبة ذهاباً وإياباً وهو يفرك وجهه وذقنه بعصبية ..

ظل ينفخ لأكثر من مرة وهو يحاول السيطرة على هدوئه ..

فتحت بارسينيا الباب ، ودلفت للداخل ووجهها خالي من أي تعابير ..

إستدار أوس ناحيتها ، ووقف قبالتها وسألها بتلهف :

-تقى مالها ؟

أجابته بجدية وهي تتجه نحو مكتبها الخشبي :

-مش عارفة أقول لحضرتك ايه ، بس أنا لأكتر من مرة نبهت انها تبعد عن أي ضغوط نفسية خلال الفترة الأولى من الحمل ، ده بيأثر جامد على الجنين !!

سألها بهلع ونظراته معلقة بها :

-يعني ايه؟

ردت عليه بصوت منهك وهي تسحب مقعدها لتجلس عليه :

-هي الوقتي كويسة ، بس محتاجة لهدوء نفسي ، وراحة ، مافيش داعي نتعب أعصابها كل شوية ، لأن ده ممكن يجي بالعكس !!

خفق قلبه خوفاً ، وتسارعت دقاته .. وبدى على وشك الإنهيار وهو يخمن الأســوأ ...

انحنى بجذعه للأمــام ، وأسند كفيه على سطح مكتبها ، وسألها برجفة خفيفة في نبرته :

-طب .. طب والجنين ؟

أجابته بهدوء وهي تشير بكفها :

-وضعه مستقر ، لكن هي عندها حالة ضعف عام ، وعاوزة تغذية واهتمام أكتر من كده

تنهد بإرتياح .. ثم أضــاف قائلاً بجدية بالغة :

-شوفي ايه اللي تحتاجه وأنا هانفذه كله

ردت بإبتسامة هادئة وهي تشبك كفيها معاً :

-زي ما قولت لحضرتك من شوية ، الراحة والتغذية ، والبعد عن أي ضغوط !

سألها مجدداً بإندفاع :

-طب أقدر اشوفها ؟

أجابته بنفس الإبتسامة الهادئة :

-ايوه ، هي الممرضة معاها ، وهاتجيبها وتيجي على هنا !

أومـــأ برأســـه في سعادة ، وإعتدل في وقفته ، ومرر أصابع يده في فروته ...

في نفس التوقيت اهتز هاتفه الموضوع في جيبه ، فأخرجه لينظر إلى اسم المتصل ، فوجده عدي ، فزم فمــه ، وضغط على زر الإيجاب ، وهتف بضجر :

✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️  كاملة - الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن