الفصل الثاني عشر

164K 4.4K 1.9K
                                    

الفصل الثاني عشــــــر :

في الحــــارة الشعبية ،،،
أوقف عدي سيارته بالقرب من مدخــل الحارة لكي يوصل السيدة تهاني بعد أن اطمأن كلاهما على حالة أوس الصحية ..

تنهدت تهاني في إرتياح وهي تردد :
-الحمدلله ، عدت على خير

هز عدي رأســـه ، ولم يحرك شفتيه .. بينما تابعت هي بقلق :
-الخوف من اللي جاي

رج عليه بجمود وهو ينظر نحوها :
-اطمني ، أوس مش هايعدي أي حاجة حصلت ، أنا عارفه كويس

مطت شفتيها لتضيف بقلق :
-وده اللي مخوفني ، مش هايسيب حقه ولا حق تقى

زفــــر بصوت مسموع ، وتابع قائلاً بنبرة شبه منزعجة :
-انتي عارفة إن اللي حصل مش سهل

أغمضت عينيها لوهلة ، وأخفضت نبرة صوتها قائلة :
-ايوه .. ربنا يلطف باللي جاي .. !

ثم سألته بإهتمام :
-المهم ليان عاملة ايه ؟ طمني عليها يا بني

هز رأسه بخفة وهو يجيبها بجدية :
-تمام .. الجلسات بتجيب نتيجة ، وفي تحسن ملحوظ !

ابتسمت له بسعادة وهي تردد :
-ربنا يجمعكم على بعض قريب !

أطلقت تهاني تنهيدة مطولة لتضيف بحذر :
-نفسي اشوفها

رد عليها عدي بصوت جــاد وهو ينظر لها :
-هارتب مع الدكتور وأبلغك بالميعاد المناسب

ربتت على كتفه ، وهتفت بإمتنان :
-ربنا يكرمك يا بني ، ويبعد عنك وعن ابني أي سوء

ابتسم لها مجاملة وهو يقول بإيجاز :
-شكراً

أشـــارت بكف يدها للباب قائلة :
-عن اذنك ، هاتوكل أنا على الله

أومــأ بعينيه وهو يرد بهدوء مختصر :
-اتفضلي

ترجلت من السيارة ، وأغلقت الباب خلفها ، فتابعها بنظراته حتى ولجت إلى داخـــل بهو البناية ، ثم أدار رأســـه للخلف ليستدير عائداً بالسيارة ، ولكنه تفاجيء بوجـــود شخص ما يحمل في يده عصا غليظة أو ما يطلق عليه باللغة الدارجة ( شـــومة ) .. يضرب بها كفه ، ويحدجه بنظرات نارية ..

ضيق عدي عينيه ، وضغط على بوق السيارة صائحاَ بنفاذ صبر :
-وســع يا اخ !

رد عليه منسي بنبرة غليظة ، ونظرات عدائية :
-مش قبل ما  أعلم على الأنجاس اللي وسخوا الحارة
-نعم !

أوقف عدي محرك السيارة ، وفتح التابلوه ليلتقط منه شيئاً أسود اللون كان يحتفظ به لإستخدامه في حالة الطواريء ، ثم اندفع كالثور الهائج ليترجل منها وقد سيطرت عليه عصبية مقلقة ..

ضرب منسي بعصاه الغليظة على الأرضية الأسفلتية ، وهتف بتحدي :
-تعالوا يا حارة اتفرجوا عليا وأنا بأطهرها من الرجالة القذرة اللي ..آآآ...

✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️  كاملة - الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن