الفصل الثالث

148K 3.8K 748
                                    


الفصل الثالث :

في المشفى الحكومي ،،،

ارتشفت تقى بضعة قطرات من كوب المياه البلاستيكي و الذي كانت تمسكه بيديها المرتجفتين ، ثم أسندته إلى جوارها ، وأطرقت رأسها بحزن للأسفل ..

راقب المقدم طارق إنفعالاتها بترقب شديد ، وتنحنح قائلاً بخشونة لتنتبه له :

-احم .. عاوزك تهدي يا مدام تقى وتحكيلنا عن اللي حصل بالراحة

رفعت رأسها قليلاً لتنظر نحوه ، وأجابته بوهن :

-أنا .. أنا مش فاكرة اللي حصل بالظبط

ضيق عينيه ليسألها بجدية :

-ازاي يا مدام تقى ، مش إنتي كنت معاه ؟

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تجيبه :

-ايوه .. بس .. بس كل حاجة حصلت بسرعة

مط فمه للأمـــام ، ثم إنتصب في جلسته ، وأخذ نفساً عميقاً ، وزفره على مهل .. وهتف قائلاً بلهجة رسمية :

-طيب .. أنا هاصيغ سؤالي بشكل تاني ، مين ضرب على جوزك النار ؟

ارتبكت أكثر وهي تتذكر ما حدث نصب عينيها من دفاع أوس المستميت عنها .. من تضحيته بحياته ليفديها هي ، فلمعت مقلتيها بشدة .. وتسارعت أنفاسها .. ثم دفنت وجهها بين راحتيها ، وصرخت بصوت مكتوم :

-مـ.. مش عارفة

ثم بدأت تنتحب بأنين خافت .. وانسابت منها العبرات بأسف شديد ..

صــر المقدم طارق على أسنانه متسائلاً بنفاذ صبر :

-طيب شوفتي شكل اللي ضربه ؟

اخترقت كلماته الأخيرة آذانها ، وأغمضت عينيها لتستعيد تلك اللحظات الحرجة ، ثم أبعدت يديها عن وجهها بعد أن مسحت العبرات العالقة بأهدابها ، واعتدلت قليلاً في جلستها .. وتنهدت بعمق قائلة :

-اه شوفته

نفخ المقدم طارق بإرتيـــاح ، فأخيراً قد اضافت شيئاً مضيفاً بعد دقائق مطولة من التحقيق معها .. لذا سألها بجدية وهو محدق بها :

-حد تعرفيه قبل كده ؟

هزت رأسها نافية ، وأجابته بإرتباك يشوب كلماتها :

-لأ .. أنا .. أنا أصلاً مـ.. آآ..

ضاقت عينيه وزاد تفرسه لملامحها متسائلاً بجمود :

-انتي ايه ؟

ضغط عليها بأسئلته وحاصرها ، وحاولت هي قدر الإمكان أن تجيبه بصراحة وصدق .. ولكنها كانت في حالة شبه مصدومة ، تحاول ربط خيوط ما حدث معاً .. والبحث عن الكلمات المناسبة لتوضيح الحقيقة والوصول إلى الجناة ..

✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️  كاملة - الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن