الفصل الثامن والعشــــرون ( الجزء الأول ) :
بداخــــل ميناء بورسعيد ،،،،
ركض العاملون بالميناء نحو الرصيف الجانبي الذي وقعت فيه الرافعة بالحاوية التي تحملها ، وصرخوا بفـــزع حينما تفاجئوا بوجود بقايا بشرية ودمـــاء منتشرة في المكان ، وأثـــار لتهشم سيـــارة ما أسفلهما ..
صــاح أحدهم بهلع :
-يا ليلة كوبيا ، حد يتصل بالاسعاف والبوليس !
تسائل أخــــر برعب وهو يتلفت حوله :
-انتو كلكو كويسين ؟
رد عليه عامل ثالث :
-تمم على العمال اللي عندك كلهم
هتف سائق الرافعة بخـــوف :
-سترك يا رب ، قلبي حاسس من الأول إن اليوم ده مش هايعدي على خير !
تجمعت بعض الكلاب الضــالة بالرصيف ، وبدأ بعضها يلعق تلك البقايا العالقة بالأرضية الإسفلتية ، فحاول أحد موظفي الأمن المتواجدين بالميناء إبعادهم وهو يهتف بحنق :
-هششش .. وده وقت كلاب ، بتاكلوا ايه بس ؟!
دقق موظف الأمن النظر فيما يلعقوه ، فوجدها بقايا بشرية ، فشعر بالغثيان ، وهتف بإشمئزاز وهو يلوح بعصاه الإلكترونية :
-هششش ! ابعدوا من هنا !
لم يتحمل بشاعة المشهد ، فأفرغ ما في معدته فوراً .. وتحرك مبتعداً ..
وفي غضون دقائق تحـــول الميناء إلى ســـاحة للجريمة ، وأصبح يعج برجــال الشرطة والمباحث والتحريات الخاصة لمعرفة هوية المتوفي ...
....................................
في منزل تقى عوض الله ،،،،
أغلقت فردوس درج الكومود الموجود بغرفة نومها وأمسكت بالشيك النقدي بأصابعها ، وجاهدت لتقرأ ما فيه ، ولكن كانت الرؤية مشوشــة للغاية ..
إنتحبت بصوت خافت ، وغمغمت مع نفسها بضجر :
-بكرة بنتي هاترجعلي تاني ، وهاتنسى اللي حصل ! والفلوس دي هاتخليني أخــرج من الوحلة اللي أنا فيها ، وأطلع على وش الدنيا
زادت حـــدة الصداع المهلك في رأسها ، فضغطت بكفها على رأسه المتألم ، وهتفت بصوت مختنق :
-آآآآه ، دمـــاغي هاتنفجر، مش قادرة ، آآآه !
تركت فردوس الشيك على الفراش ، وضغطت بكفيها على جانبي رأسها بعد أن نكستها للأسفل ..
ثم استجمعت قوتها ، ونهضت عن الفراش ، وخرجت من الغرفة لتبحث عن مسكن للآلام ..
زادت حــــدة الضربات بصورة مميتة ، فصرخت بإهتياج وهي تضع كفيها على رأسها ، ثم سقطت على الأرضية وأكملت صراخها المتواصل ...
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romanceوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...