الفصل الثاني والثلاثون :
في منزل أوس الجديد ،،،
لم تنمْ تقى بعد تلك الليلة المميزة والتي إستطاعت فيها أن تكســـر حاجز رهبتها وفزعها المستمر من تكرار أوجـــاع الماضي ، وبدأت – بإرداتها – في ممارسة حياتها الأسرية بشكل طبيعي ..
حدقت بتأمل في وجـــه أوس النائم قبالتها ..
وتفحصت ملامحه بدقــة وكأنها تحاول حفر صورته الجديدة في ذاكرتها ، فتمحو للأبد تلك الصورة التي طالما أرهبتها منه و طبعت من قبل في مخيلتها ..
أخفضت عينيها قليلاً ، فلفت أنظارها تلك الندبة البارزة في صدره العاري .. وتذكرت معها اللحظة الفارقة في حياتهما ..
حينما أوشك على الموت في سبيل إنقاذها ..
هي كانت أولى خطوات تحديد مصيرهما ..
هي أول طريق المسامحة والغفران .. ثم التوبة والرجوع إلى الرحمن ..
مــدت أناملها لتتحسسها بحذر .. فسرى في جسدها قشعريرة خفيفة .. وتنهدت بحرارة ، ثم أغمضت عينيها بقوة ..
فتح أوس عينيه ببطء على إثر لمستها الناعمة عليه ، وإختلس النظرات إليها ، وتشكل على ثغره إبتسامة خفيفة ..
لم يصدرْ جلبة ، ولكن راقبها مراقبة حثيثة ليستمتع برؤيتها تكتشفه من جديد ..
فتحت عينيها ، وحركت رأسها على الوســادة للأعلى قليلاً لتجد عينيه ترمقها بنظرات رومانسية ..
وضع أوس إصبعه على وجنتها ، وتحدث إليها بصوت خفيض للغاية :
-فاكرة اليوم ده يا تقى ؟
رمشت بعينيها بتوتر ، فقد تفاجئت من صحوه ، وســألته بنبرة خجلة :
-هو .. هو إنت صاحي ؟
زادت إبتسامته إشراقاً ، وهمس بإيجاز :
-ايوه
تلمس بإصبعه شفتيها ، وتنهد قائلاً بعمق :
-كان ممكن أستحمل أي حاجة إلا إني أخسرك !
بادلته إبتسامة خجولة وهي تهمس له :
-أهـا
ثم تابع قائلاً بحرارة وهو يمرر إصبعه على بشرتها :
-بأحبك وهافضل أحبك انتي و.. آآ...
توقفت يده عند بطنها ، وأكمل بشغف :
-وبنتنا !
تورد وجهها .. وتحولت نظراتها للرضــا ..
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romantizmوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...