الفصل الخامس عشر

173K 4K 866
                                    


الفصل الخامس عشــــر :

مــــرت عدة أيـــام ، وسكـــون حذر تسلل رويداً رويداً إلى تقى أثناء بقائها مع زوجها .. ومع هذا مازالت هناك بقايا هواجس إجبارها على فعل ما لا تريده تطاردها حينما تختلي بنفسها ، ولكنها تجاهد للتغلب عليها وإقناع عقلها بإستحالة حدوثه .. وساعدها – إلى حد ما – تصرفات أوس الرقيقة معها ..

كما تابعت حالتها الصحية طبيبة نسائية متخصصة تدعى بارسينيا ، ونصحتها بالإهتمام بصحتها أكثر خاصة بعد أن لاحظت ذبولها وضعفها العام ، وأيضاً بالمواظبة على المتابعة الاسبوعية والشهرية معها في عيادتها الشهيرة لضمان سير باقي شهور حملها بسلاسة ودون وجود أي عقبات ..

كذلك إستعاد أوس عافيته ، وبدء يتماثل كلياً للشفاء بعد مواظبة الطبيب مؤنس على مداوته منزلياً .. وتابع إدارة أعماله عن طريق حاسوبه المحمول وشبكة الإنترنت ، ودائرة اتصالات مكثفة مع مديري مجموعاته ورفيقه عدي ..

حاولت تقى أن تعوض ما فاتها من فــروض خلال الأيام الماضية ، واستغرقت وقتاً في أداء كل صلاة حتى أنها لم تلاحظ مراقبة أوس لها ..

نعم لقد كان شغوفاً بمتابعة كل تفصيلة تخصها دون أن تدري ، وحتى تكون على طبيعتها ..

أسرت عينيه رؤيتها وهي ساجدة تناجي ربها ، تبث إليه همومها ، وتشكوه بعبرات صادقة ما يضيق به صدرها ..

ود لو كان مثلها .. نقياً ، طاهراً ، لم تدنسه الذنوب ، أو تغرقه الآثام حتى النخاع .. فيبوح بما يكنه في قلبه لمولاه وهو على يقين بالفرج القريب ...

أنشــأت تلك التصرفات العفوية صراعاً جديداً بداخله ، وأحدث تخبطاً فكرياً مزعجاً زلزل معتقداته الراسخة عن فعل المحرمات بلا ذرة ندم واحدة .. فأصبح مذبذباً ، وأدرك – عن إقتناع – فســاد حياته اللاهية ....

عـــادت الخادمة ماريا للعمل من جديد في المنزل ، وأشرفت عليها المدبرة عفاف و التي تولت بنفسها مهام إعداد الطعام وطهيه وخاصة لتقى .. وراقبت بسعادة إستقرار العلاقة بين الزوجين ..

أمــا عندما يحين المساء ، فتعود الإثنتين إلى منزليهما ليبقى أوس مع زوجته بمفردهما دون تدخل شخص غريب ..

كانت رهبة تقى تتجســـد ليلاً ويزداد فزعها حينما تخلد للنوم في غرفتهما حيث تهاجمها أبشع كوابيسها المتمثلة في هيئة مهاب الجندي المخيفة وما ينتوي فعله بها وبجنينها .. وفي النهاية يضطر أوس إلى قضاء كل ليلة نائماً إما على الأريكة ، أو ممدداً على ( لحـــاف قطني ) موضوع على الأرضية حتى مل ذلك الوضع ، وقرر التصرف بحرفية مع تلك المسألة المزعجة ..

...............................

اهتم عدي بزيـــارة ليان مجدداً على فترات منتظمة لتعتاد على وجوده في حياتها ، واطمئن من تقارير الطبيب المعالج لها عن تحسن حالتها بصورة كبيرة ، وبشره بقرب خروجها من المشفى .. فرقص قلبه طرباً ، وبدء يعد العدة لتلك المناسبة الهامة ....

✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️  كاملة - الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن