الفصل الثالث عشـــــر :
في مشفى الجندي الخـــاص ،،،
لم يترك أوس المجـــال لأبيه مهاب لكي يضيف كلمة أخــرى تحمل الإهانة إلى زوجته ، فأولاه ظهره ، وقبض على كف تقى بأصابعه أكثر ليضمن عدم إفلاتها منه ، وتحرك نحو باب الغرفة بخطوات قوية ساحباً إياها خلفه ليترك والده بمفرده في حالة عصبية شديدة يسب ويلعن بسخط جلي ....
ورغم الوخــزات التي تحدث آلماً في صدره ، إلا آلم إهانة زوجته أكبر من أي شيء ..
تحامل على نفسه حتى وصـل بها إلى المصعد .. فإلتقى به الطبيب مؤنس وسأله متوجساً :
-رايح فين يا أوس باشا ؟
رمقه بنظرات محتقنة، ولم يجبه ، فعاود سؤاله بصيغة أخــرى :
-ماينفعش تمشي وانت في الحالة دي ، كده ممكن آآآ...
قاطعه بصوت غاضب وهو يجز على أسنانه بقوة :
-ششش .. مش هاستنى لحظة واحدة هنا ، حتى لو كان فيها موتي !
انقبض قلب تقى ، وزادت رجفته عقب تلك العبارة الأخيرة ..
ونظرت له بخوف واضح في عينيها الدامعتين .. ثم أطرقت رأسها للأسفل في خزي ، وابتلعت في حلقها مرارة القهر و الخزي .. فهي دوماً تجد من يشعرها بدونيتها وحقارتها ..
وصـل المصعد إلى الطابق ، وفتحت أبوابه على مصرعيها ، فدلف أوس داخله وهو ممسك بتقى التي كانت مستسلمة في حركاتها ..
نظر نحوها فوجدها على حالتها الحزينة تلك ، فأدرك مدى تأثير كلمات والده الموجعة عليها ، فنفخ بتنهيدة حارقة ، وإستدار قليلاً بجسده ليقف قبالتها ، ثم رفع كفه نحو ذقنها ليرفع رأسها نحوه ، وهمس لها قائلاً بحذر :
-انسي اي كلام اتقال جوا ، محدش هايقدر يلمسك طول ما أنا موجود
وكـــأن كلماته كانت القشة التي منحتها الفرصة للبكاء أمــامه بقهر أكثر ، وظلت تشهق بأنين موجع ..
شعر بآلمها ، وبروحها التي تحترق من الذل والمهانة ، فلف ذراعه الأخر حولها ، وقربها أكثر إلى أحضانه ، وألصق صدرها في كتفه لتبكي عليه ، ومسح على ظهرها بنعومة .. وهو يحاول السيطرة على أعصابه المشتعلة أمامها ..
قبل كفها قبلة مطولة ، وكـــز على أسنانه قائلاً بحرص في محاولة يائسة منه للتهوين عليها :
-ماتعيطيش يا تقى ، متخليش حد يهزك ، انتي مراتي ، وكرامتك دلوقتي من كرامتي ، وأي حد هايتعرضلك كأنه جه عليا !
صمت لثانية ليحدق أمامه بنظرات مميتة ، وتابع بوعيد :
-وأنا مش بأسامح في اللي يخصني !
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romanceوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...