الفصل الثالث والثلاثون - الأخير - الجزء الثاني

197K 6.2K 3K
                                    


الفصل الثالث والثلاثون :

(( الأخير – الجزء الثاني ))

انتهى كلاً من أوس وتقى من أداء مناسك العمرة كاملة ، وتحلل كلاهما من الإحرام .. ثم عـــادا إلى الفندق الذي يمكثان به ..

بدى على وجهها الحزن ، وترقرقت العبرات في عينيها ، فقد

أرادت أن تمكث ليلة إضافية ، فالرحيل عن تلك البقعة الطاهرة أضنى قلبها ..

لم يدخـــر أوس وسعه من أجل إرضائها ، فلبى لها أمنيتها على الفور ، وبقيا ليومين إضافيين ..

في حين إستقل والديها الطائرة عائدين إلى القاهـــرة ...

وقفت تقى أمـــام الحائط الزجاجي المطل على الحرم المكي وهي تتطلع بسعادة على ذلك المنظر المهيب ..

تنهدت في إرتيـــاح بعد أن عرف فؤادها السلام والسكينة .. وإستندت بكفيها عليه وهي تخرج تنهيدات حارة من صدرها ..

أشعل أوس سيجارته ليدخنها ، وإنشغل بمتابعة أعماله في القاهرة من خلال حاسوبه الشخصي ..

لم ينتبه لفرطه في التدخين ، فإمتلأت الغرفة بدخـــان سجائره المتتالية ..

إحتقن وجـــه تقى نوعاً ما ، وشعرت بإختناقها من كثرة إستنشاقها لذلك الدخــان ..

عجزت هي عن التنفس بصورة طبيعية ، فإلتفتت برأسها إلى أوس ، ورأته منكباً على حاسوبه ..

أصابها دوار شديد ، وبدأت تسعل بخفوت ، وحاولت ألا تصدر جلبة .. لكنها لم تستطع ، فهتفت بصعوبة :

-آآ.. أوس !

-ايوه يا حبيبتي

قالها أوس وهو مسلط أنظاره على شاشة حاسوبه ..

دنت منه تقى ، ومدت يدها إليه وتابعت بصعوبة بالغة :

-أنا .. أنا بأتخنق !

رفع رأســه نحوها ، ونظر إلى حالتها بذعــر بائن في نظراته ، ثم هب واقفاً من على الفراش بعد أن ألقى بحاسوبه ، وركض نحوها صائحاً بخوف :

-تقى !

خــــارت قواها ، ولم تستطع ساقيها حملها ، ولكن كان أوس الأسرع في الوصــول إليها ، وأسندها بذراعيه ، ثم إنحنى ليحملها ، ووضعها برفق على الفراش ..

سألها بهلع وهو يمسح على وجهها بكفه :

-تقى مالك ؟ ردي عليا ! تقـــى !

أجابته بصوت مختنق ومتقطع وهي تسعل وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة :

-مش .. مش قادرة من ..دخـــان .. الـ.. السجاير !

✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️  كاملة - الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن