الفصل التاسع والعشرون :
في منزل أوس الجديد ،،،
إرتجف جســـد أوس بالكامل متأثراً بكلمات تقى الأخيرة والتي إعترفت فيها بحبها لــه ، فتسللت تلك الكلمات كالمخدر عبر جلده لتسري في عروقــه ، فسلبت عقله قبل قلبه ..
نعم لقد كان غارقاً في حبها حتى النخـــاع .. واليوم هي تروي ظمأته ..
أرخى قبضتيه عن ظهرها ، وأخفضهما قليلاً على خاصرتها ، وتراجع بجسده للخلف ليحدق بها بعينيه اللامعتين ليستوعب ما قالته تواً .. بدى مندهشاً ، متأثراً ، في حـــالة صدمة وذهـــول ..
أطرقت تقى رأسها خجلاً منه ، وعضت على شفتها السفلى بتوتر واضح .. وتحاشت النظر إليه .. وأبعدت بكفيها يديه عنها ببطء ..
ولكنه رفعهما للأعلى ليحتضن وجهها براحتيه .. ثم رفع رأســها في مستوى نظره لتمسك عينيه بعينيها الزرقاوتين ..
كانت نظراتهما كافية للتعبير عن صـــدق إحساس كلاهما ..
سألها بصوت هامس ومرتبك :
-إنتي .. إنتي قولتي إنك بتحبيني ، ده .. ده بجد ؟
هــزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تجيبه بخفوت شديد :
-آآ.. ايوه !
تسارعت أنفاســـه من فـــرط الحماسة الممزوجة بالسعادة الغامرة .. وإلتوى ثغره بإبتســـامة مثيرة للغاية ..
لقد إستطاعت أن تمحو بكلماتها - التي طالما انتظرها منها - تلك الأحـــزان المتراكمة في صدره .. بل وتنقل روحه كلياً إلى عالم أخــــر خاص بهما ..
أنزل أوس يديه عنها ، ورمقها بنظرات شغوفـــة .. وبكى تلك المـــرة بفرحة حقيقية ..
حدقت تقى في عبراته المنهمرة بإبتسامة ناعمة ، ومدت أنامل كفها لتمسحهم برقة عن وجنته ، فأحست بدفئهم ، في حين أسند هو كفه على يدها ، وقربه من فمــــه ليقبله بحرارة أشـــد ، ولف ذراعه الأخـــر حولها ليحتضنها ، وتابع بصوت رخيم :
-إنتي الملاك اللي نور حياتي !
إستندت تقــى برأسها على كتفه ، ووضعت يدها على صدره ، وهمست قائلة بتنهيدة :
-نصيبنا نكون مع بعض ، ومهما حاولنا نبعد فبنلاقي اللي يجمعنا تاني !
ثم أنزلت يدها التي يحتضنها كفه للأسفل لتضعها على بطنها ، وأكملت بهمس رقيق :
-وابننا هو اللي جمع بينا !
-آآآآه يا تقى !
قالها أوس بتنهيدة حـــــارة وهو يرفع رأسه للأعلى بعد أن أغمض عينيه ..
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romanceوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...