الفصل التاسع عشــــر :
انتقل خبر إنهـــيار تلك البناية القديمة - على رأس معظم سكانها في ذلك الزقــاق الجانبي - كالنــار في الهشيم ، وركض الجميع في اتجاهها ..
وكان من بين الراكضين عبد الحق الذي تلقى الخبر كالصاعقة .. فهو كان مع والدته قبلها بقليل ..
تسمر في مكانه أمــام ركـــام البناية وعينيه جاحظتان من هـــول الصدمة ..
صرخ بإهتياج :
-أَمَـــه !
إلتف حــوله بعض الجيران ، وربت أحدهم على ظهره وهو يقول مواسياً إياه :
-ادعيلها بالرحمة
صرخ والدمعـــات تتسابق لتغرق وجهه :
-لألألأ .. أمي عايشة ، أمي مامتتش !
أردف أخـــر قائلاً بحزن :
-لا حول ولا قوة إلا بالله ، الأعمـــار بيد الله يا بني ، وفي شوية من السكان راحوا في الحكاية دي !
صــــاح رجل ما بصوت غاضب وهو ينفض الأتربة عن كتفه :
-احنا مش لازم نسكت ، الحكومة لازم تعوضنا ، ده احنا روحنا كانت هاتضيع
بينما أضافت سيدة أخــرى بنبرة منفعلة :
-أنا لولا لحقت العيال وصحيت أبوهم كان زمانكم بتقروا الفاتحة على روحنا
هتف شخص ما بضجر وهو يلوح بذراعه :
-احمدوا ربنا ، في غيركم مايعرفوش مصير أهاليهم !
تدخل رجل ما في الحوار قائلاً بجدية :
-اتفائلوا خير ، مش يمكن يكون في حد لسه عايش تحت الأنقاض
هتفت السيدة بصياح :
-ايوه ، كلموا النجدة والمطافي والاسعاف وآآ...
قاطعها الرجل بجدية وهو متجهم الوجه :
-كلمناهم من بدري ، بس دي الحكومة ، ويومها بسنة
-لطفك يا رب
شعر عبد الحق أنه منفصلاً عما يحدث حوله من حوارات حــادة وساخطة على الوضع الإجتماعي البائس لتلك الطبقة المعدمة من المجتمع .. وظل يتردد في عقله صدى ما اقترفته والدته في حق زوجته .. ونواياها الخبيثة تجاهها ، وما تبعها من تدمير علاقتهما الزوجية ..
فإنتحب بأنين خافت وهو يضغط على رأسه بكفيه :
-لييييه يامه ، لييييه ؟ هاتقبلي ربنا الوقتي ازاي ؟ آآآآه ...
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romanceوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...