الفصل السابع والعشـــرون ( الجزء الثاني ) :
في منزل تقى عوض الله ،،،
شهقت تهاني مصدومــــة حينما رأت أوس أمامها ، وشعرت برجفة تجتاحها من هيبته التي تفرض نفسها تلقائياً في أي مكان يظهر فيه ..
إبتلعت ريقها بخــوف ، وحاولت أن تستأنف حديثها ، ولكن تجمدت الكلمات على شفتيها .. لقد ظنت أنه جـــاء ليكمل عتابه اللاذع لها بسبب ما فعلته مع ابنتها ليــان ، واصطحابها لقصر أبيه ..
رمقها أوس بنظرات غريبة استشعرتها ، ثم استطرد قائلاً بجمود ليقطع حاجــز الصمت :
-عاوز أدخــل أوضــة تقى !
تعجبت من طلبه المريب ، وهتفت بلا تردد :
-آآ... اتفضل يا بنــ..آآ..
تلافت سريعاً خطئها ، وتابعت بحذر وهي تشير بيدها بعد أن أفسحت له المجــال للمرور :
-قصدي يا أوس باشا ، ده بيتك !
مــرق إلى الداخـــل ، ووقعت عينيه على فردوس .. فضاقت نظراته ، ورمقها بنظرات إحتقارية ، ثم تابع قائلاً بصوت قاسي وهو يشير بإصبعه :
-ليكي حســـــاب معايا !
ســـال لعاب فردوس بفـــزع عقب جملته الأخيرة ، وإرتعشت في مكانها مصدومة .. وتسائلت مع نفسها بهلع ، هل سمع حديثها مع أختها ، وعــرف بكل شيء تفوهت به ..
سيطر الخوف عليها ، وزادت رجفتها وهو تتوقع الأســـوأ منه ..
نظرت لها تهاني بذهـــول ، وأيقنت من كلمات ابنها المقتضبة أنه ينتوي شراً لأختها ..
خطــى أوس بخطوات ثابتة إلى داخـــل غرفة تقى ، ثم بحث بعينيه بدقـــة عن فردة الحذاء الأخــرى ، وبالفعل وجدها موضوعة بجوار الوســـادة على الفراش الذي يتوسط الغرفة ، فإلتوى ثغره بشبح إبتسامة رقيقة ، لكن سريعاً ما تلاشت ليحل محلها التجهم والعبوس ..
إقترب من الفراش ، ثم إلتقطها بيده ، ودسها سريعاً في جيبه ، وكأنها كنزه الثمين الذي يخشى ضياعه .. وتحرك مبتعداً عن الفراش ..
دلفت تهاني إلى داخل الغرفة خلفه ، وتنحنحت بخفوت وهي تشرع حديثها قائلة بصوت متحشرج :
-أنا .. أنا كنت عاوزاك تسمعني قبل ما تمشي
إلتفت أوس نحوها ، ورمقها بنظرات جــــامدة دون أن تتبدل تعابير وجهه المتجهمة ..
إزدردت ريقها بصعوبة ، وتابعت بنبرة شبه مختنقة وقد لمعت عينيها بوضوح :
-أنا عارفة إني غلطت ، ومكنش ينفع أخد ليان عند أبوك ، وبأعترف بده بس .. آآ..
أنت تقرأ
✅ وانحنت ﻷجلها الذئاب ©️ كاملة - الجزء الثالث
Romanceوانحنت لأجلها الذئـــــاب ... ------------------------------ المقدمة ،،، وَقَفَتْ بِمُفرَدِهَا لِتُوَاجِـــــه جَحِيمَ الْحَيَاة .. فَقَذَفَتهَا عَمداً نَحَوَ مَجْهُولٍ ، لَمْ يَكُنْ - كَمَا ظَنّت - سَرَاب ... فَاِلتَقَت هِيَّ بِهِم .. نَعَمْ بِأُنَ...