الفصل تسعة وعشرون:حضن دافئ

69 8 0
                                    

مر أسبوعين على ماحدث بين أصدقائنا،جاك لم يعد يكلم سام كما استسلام سام بنفسه عن المحاولة،أما مات فقد إنضم إلى المجموعة الرياضية كما بدأ يتغيب كثيرا عن المدرسة،أما مونا فقد تصالحت مع سام،وسلمى لم تعد تحدث مات،و ميلاني المسكينة حائرة بين الطرفين لاتريد ترك أي أحد منهم.
بعد خروجهم من المدرسة،طلب جاك من ميلاني أن ترافقه في الطريق،ووافقت بكل فرحة،لكنهم سلكوا طريقا أخر غير المعتاد،حيث سلكوا شارعا يوجد بجانبه حديقة خضراء يوجد أسفلها درج يطل على نهر أزرق،وجلسوا فوق الربيع الرطب،أمام منظر الغروب،وقال جاك:أريد أن أحدثك.
و أجابت:حسنا.
وقال:لقد جئت إليك مباشرةً لأنك الوحيدة التي ستنصط لي.
وقالت بصوت منخفض:صوتي و أذني كلها لك.
وقال بعدها بإنفجار دون توقف:لقد سئمت من نفسي،لقد تعبت من هذا الهراء،لم أعد أعلم  مايحدث لي...لقد كنت متعودا على كوني وحيدا دون أن يحبني أحد من غير أمي...دون أصدقاء...كنت أعيش بمنتهى البساطة وحيدا.
وفجأة وضع رأسه فوق كتفها دون أن تحس،وأشعة الغروب ينير وجهيهما،و تملكها الخجل و الحزن في الوقت نفسه و أكمل:لم أكن أكلم أحدا أو أرافقه في الطريق،لم يحبني أحد،كنت جبانا خائفا من أي كان،كنت أعيش دون ندم أو إهتمام بالأخر،لم أتذوق مذاق الصداقة قبل،لكن بعد ..بعد ربط علاقة معكم،تغيرت حياتي،لم أعد ذلك الشخص القديم،وبعد إفتراقنا صرت مثل وردة تم قطفها من مكانها،إنقلب العالم كله علي،أحس بالبرد والوحدة بداخلي...
وقالت ميلاني بصوت حزين والدموع تسقط من عينيها:فلتخبرني بكل ما تمر به فأنا هنا معك لسماع أي شيئ.
وأتمم:لقد صرت شخص أخر بفضلكم،لم أعد ذلك المعقد،لقد تغيرت أتعلمين...ثم ضحك بعدها.
وقام فوق كتفها،ونظر إلى وجهها بشكل مائل،مبتسم إبتسامة حزينة،والدموع تسقط من عينيه بكل غزارة،و متلئلئة بسبب أشعة الغروب وهو يقول:لقد إشتقت إليهم سام مات لا أستطيع البقاء وحيدا.
ثم أمسكت به،ووضعته في حضنها قائلاتا:أنا إشتقت إليكم جميعا لقد ساعدتني أول مرة رأيتني فيه ووضعتني في حضنك،لذالك سأقوم بالمثل ومستعدة لمساعدتك.
بينما إنهار في البكاء،بعدها قام من مكانه ومسح دموعه ثم قال:أنا أسف...لكني سأحل الموضوع بنفسي هذه المرة لذا هل ستبقين معي لو صرت وحيدا...
وأجابت مباشرة:لن أترككم جميعا مهما حدث.
ثم إبتسم بعدها وأكملا طريقيهما،وقراره قد ثم تحديده....

متاهة الأصدقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن