مكان بارد جدا،لايوجد فيه أثر للحياة،مكان ليس له زمان،فقط مياه باردة لزجة،يقف وسطها المحقق لوراس عار الجسد،مثل حيوان وحيد،لايتكلم و لايتحرك،فقط كل مايدور في عقله:((أين أنا؟؟؟...)).
لايعلم ماذا يحدث له،هل هو حي أم ميت،هل هو في الجنة أو الجحيم،لتتردد كلمات في الامكان:((لوراس...لوراس...لوراس...لوراس..)).
لم يستطع التحرك،لكنه تأكد من صوت من ذاك،كان صوت عشيقته و نجوم سمائه،تينا،إختفى صوت للحظة،لتظهر فجأة أمامه عارية الجسد هي أيضا،لتعانقه و تلتصق بجسده البارد،بعدها تحول المكان إلى بحر من الدماء الساخنة و أصوات بكاء الأطفال الحاد يؤلمه برأسه،لتقوم تينا بعضه في حلقه لتخرج منه نافورة من الدماء،ليصرخ بعدها بصوت مرتفع ليجد مكانه جالسا في كرسي يتصبب عرقا،ليسمع صوتا غير مألوف عنه:((صباح الخير)).
كان مدير قسم الشرطة الذي يعمل فيه،شخص أسود البشرة غليض الصوت و ذو ملامح مخيفة،أتمم قوله:((لقد وجدك أحد رجالي مغما عليك في الشارع..وسط الأزبال الكريهة..)).
لم يعلم بعد لوراس ماذا يحدث له،رأسه يؤلمه بشدة،قال:((فقط مجرد حادث..غريب..)).
ليقول المدير:((لودريك أنت معني أيضا هنا..)).
أدار لوراس رأسه و وجده يقف إلى جانبه،أتمم المدير:((سوف يتم نقص كمية من المال في حسابكم الشخصي،لتعويض عن ماقمتم بكسره عندما تقاتلتم)).
قال لودريك:((أنا أسف سيدي المدير)).
قال لوراس أيضا:((أنا أسف)).
ليقول المدير بجدية:((لقد جمعتكم هنا لتحقيق في قضية قديمة..وفاة الجدة التي تسممت سابقا..لقد علم أحد رجالنا أثناء تحرينا من جديد أن أحد السكان يعيشون جوارهم قد رأو شخصا يعطيها حلوى في منزلها..وهي فتاة حسب قولهم..)).
قال لودريك:((و لماذا لم يتحدثوا حينها؟؟..)).
أتمم المدير:((لقد كانوا خائفين)).
قال لودريك:((أخ جبناء..)).
قال المدير:((هذه مهمتكم فل تذهبوا)).
قالو في الوقت نفسه:((حاضر سيدي)).
قبل خروجهم قال المدير للودريك:((أنا أسف لما حدث للفتى مات)).
قال لودريك:((مات!!!..ماذا حدث له؟؟..)).
قال المدير:((ألم تعلم؟؟..لقد توفي في حادث سير..)).
كان كمن صعقه ضوء في جسده،ليخرج بعدها مسرعا،قال المدير للوراس:((ألم تخبره؟؟)).
أجابه:((لا)).
توجه لودريك بسيارته إلى منزل مات،دق جرس البيت،لتفتح له أمه بعد ثواني،قال:((أنا أسف..لم أعلم ماذا حدث له..أسف..)).
لم يكمل كلامه نظرا لتعرضه لصفعة على وجهه لم تكن مدققة لكونها عمياء،قالت:((فل ترحل من هنا..إلى الأبد..)).
ثم أغلقت عليه الباب،ليقول لودريك و هو يدق الباب بيده:((أرجوك فل تفتحي لي الباب..لم أعلم إلى الأن..أرجوك أختي فل تفتحي الباب..أختي..)).
أنت تقرأ
متاهة الأصدقاء
Romanceستة أصدقاء يدرسون في المدرسة الثانوية،يمرون في سلسلة من الصداقة والحب والكره كما سيعانون من مأسي وألام وغموض،وفي النهاية من المنتصر الحب أم الكراهية. ((الحب مؤلم خاصتا لو كان بين الأصدقاء)) أتمنى لكم قراءة طيبة.