الفصل ثلاثة و ثلاثون:لينا

46 8 1
                                    

عاد جاك و ميلاني من المدرسة بعدما حدث بينهما و الفتاة الوحش, رافقها في الطريق حتى أوصلها إلى منزلها،لم يحدثا بعضهما طول الطريق،وعند وقوفهما أمام باب المنزل قال جاك:((إذن..فل ترتاحي)).
قالت ميلاني:((أشكرك على مساعدتك لي)).
فجأة فتحت الخادمة الباب وقالت:((ميلاني كفاكم وقوفا إن الجو بارد جدا)).
كانت الخادمة قد لاحظة أثر ضربة على خدها لكنها إكتفت فقط فقط أن تركت الباب مفتوحا وذهبت,قالت ميلاني لجاك:((إنها خادمتنا بل أختي التي لم أحظ بها،فقد ربتها جدتي منذ كانت صغيرة،حيث وجدتها في مركز للأيتام،والداها توفيا بسبب مرض جنسي قد أصيب به أبوها دون أن يخبرهم،وأثناء حملهم بأخيها الصغير إنتشر المرض بسرعة في أمها أيضا مما أدى إلى موتهم كما حدث نفس الأمر ل أخوها...أظن أنها ستأتي وتحدثني عما حدث..أه و إسمها هو لينا)).
قال جاك:((إسم جميل)).
قالت:((نعم جميل جدا...أريد أن أقول لك أني أسفة...أسفة جدا إذ أفسدت الأمر بينك وبين...)).
قاطعها جاك قائلا:((لا تقلقي فلا علاقة بيننا لم أكن أعلم بوجودها حتى))
قالت بصوت منخفض:((فقط أنه..عندما كانت تضربني قالت أنها أرادت أن تحدثك اليوم..)).
قال وهو يمسك بيدها:((أنا مسرور إذن أني قد حدثتك قبلها)).
سحبت يدها بسبب الخجل،وقالت مسرعة نحو المنزل:((حسنا..إلى اللقاء)).
ذهبت وأغلقت الباب ورائها وهي خجلة إلى درجة الإختناق.
كانت ميلاني على حق في ما قالته،فور دخولها ذهبت و إستحمت و وضعت أدوية لوجهها،حتى جائت لينا في منتصف الليل كي تحدثها،جلست كلتاهما في غرفة ضخمة ومأثتة بشكل فخم و وضعت فنجان من القهوة في طاولة صغيرة،قالت لينا:((أريد محادثتك في أمر مهم)).
إنضمت إليها ميلاني،جلست مقابلها وأخذت رشفة من القهوة،و أتممت لينا:((ماذا حدث لك.. وبالتفصيل)).
ترددت ميلاني للحظة ثم بعدها أخبرتها بكل ماحدث دون أن تقاطعها،وعندما إنتهت من الحديث أخذت رشفة أخرى من القهوة،قالت لينا:((يجب معاقبة تلك الفتاة كما يجب أن نشكر جاك هذا)).
قالت ميلاني:((لا لا أريد أن أخلق مشاكل أكثر..أنا أسامحها فقد تقبلت موقفها ذلك)).
قالت لينا:((إذن لماذا لم تدعي الولد وشأنه لها)).
قالت ميلاني:((إنه صديقي وكل شيئ عادي فقط..)).
قاطعتها لينا وهي تقول:((إتركيه إذن،لا تحديثه)).
قالت ميلاني معترضة:((لا يمكن إنه صديقي)).
قالت لينا وهي تجلس قربها:((إذن سوف أحدثه أنا نيابة عنك لو لا تستطيعين)).
قالت ميلاني بصوت مرتفع:((ألا تفهمين لقد أخبرتك أنه...)).
أغلقت لينا فمها بيدها وقالت:((أنا أفهم)).
ثم تركت فم ميلاني وأكملت:((أفهم جيدا شعورك،فقد كنت في نفس عمرك وكنت أختبئ من جدتك كي أقابل صديقا عزيزا لدي،يوم بعد يوم حتى رأتنا،أتصدقين لم تعاقبني على فعلتي بل سمحت للولد بالعب معي في المنزل،لكن عندما إنتقلوا من هنا أحسست بفراغ رغم وجود أصدقاء أخرين يلعبون معي في المنزل, لكن بعدها علمت أني قد وقعت في حبه.)).
قالت ميلاني بهدوء:((وما علاقة هذا بي)).
قالت لينا وهي تبتسم:((أنك بدأت تحبينه)).
عجزت ميلاني عن الكلام،فقط تنظر بغضب إلى عينا لينا الزرقاوتان و تعض شفتيها وقطرات الدموع تظهر في عينيها،سقطت في حضن لينا قائلاتا:((نعم....أحبه)).
ثم سرحت لينا لها شعرها بيدها كأنها قطة صغيرة وهي تقول:((لا تقلقي يا عزيزتي يوما ما سيعترف لك أنا واثقة،فهو يشبه صديقي السابق كثيرا)).
ضحكوا بعدها،ولم تكتفي الجدة إلا بالنظر من على السلالم مثلما كانت تفعل وهي تنظر إلى لينا وصديقها وهما يلعبان.....

متاهة الأصدقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن