الفصل ثمانية وأربعون:زيارة

41 8 0
                                    

صارت السماء كلها مغطاة بالسحب الرمادية،وقد عاد جاك من عند مات،فقد جلسوا سويا وتحدثوا لقليل من الوقت،وعند فتحه لباب منزله،وجد أمه بجانب الباب،وقالت عندما دخل:((لقد تأخرت..إن فتاة قد جائت لرؤيتك...وتقول أنها صديقتك..إنها تنتظر في غرفة الجلوس..)).
قال بشك وهو يظن أنها ميلاني:((صديقة...حسنا سأذهب..)).
أجابته أمه بعجلة:((حسنا سأذهب للأعداد ماتأكلون)).
وعند دخوله الغرفة إنصدم لمن جاء...فقد كانت الفتاة الوحش،قالت مبتسمة:((أهلا)).
تغير لون جاك إلى أصفر ثم إلى أحمر،ثم قال:((ماذا تفعلين هنا!!...)).
أجابته وهي تعتدل في مكانها:((لقد جئت لرؤيتك و أواسيك لرحيل ميلاني...ومرض جدتها)).
قال بنظرة فاحصة:((كيف علمت بكل هذا؟؟)).
قالت بإبتسامة خبيثة:((أنا...أنا جارتها..منزلي قرب منزلها..وأعلم كل مايحدث هناك..)).
قال جاك بهدوء أعصاب:((أشكرك على القدوم إذا..يمكنك المغادرة...لا أستطيع الجلوس معك..)).
قالت:((لكنني فقط أردت..)).
قاطعها بصوت مرتفع:((لقد قلت أن تذهبي!!..)).
لم تستطع تمالك نفسها وإنفجرت هي الأخرى:((لماذا تعاملني هكذا!!...كل هذا بسببها هي...لقد أحببتك قبلها..)).
قاطعها بغضب عارم:((لكنك لم تخبريني...)).
صمت لحظة ثم أكملت:((لكن فقط أني لم أكن أستطيع  إخبارك..كنت أنتظر الفرصة الملائمة..واليوم الذي قررت فيه ذلك..رأيتك تحدق فيها كلما نكون في المطعم...والأمر الصعب أنك قبلتها أيضا في عيد ميلادك..لقد رأيتكم..)).
أجابها بهدوء:((أنا أسف...لكن قلبي لايحب أحدا غير ميلاني وأمي وأصدقائي...لامكان لك..أسف...)).
كانت كلماته حادة كالسكين على الفتاة،أتمم قوله من جديد:((فلترحلي أرجوك..)).
قامت من مكانها وأخذت حقيبتها والبكاء يملئ عينيها قالت وهي متجهة إلى الباب:((حسنا...فل تعلم أني مازلت أحبك. وسأستمر ولن أستسلم...)).
لتجد أم جاك وراء المطبخ وهي قد سمعت كل ماقالوه،قالت قبل رحيل الفتاة:((أسفة)).
أجابت جانت وهو إسم الفتاة:((لابأس ياخالتي..أشكرك على إستضافتك..)).
ثم رحلت،قال جاك فور رحيلها:((سأذهب لكي أنام فغذا سأذهب لزيارة ميلاني رفقة مات)).
ثم صعد نحو غرفته،وأمه تشاهده،تنهدت وقالت:((يالا شباب اليوم وقصصهم الغريبة حول الحب)).
ثم رجعت إلى المطبخ لتخزن ماأعدته...

متاهة الأصدقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن