متاهة الأصدقاء

الفصل ثلاثون:تصالح

جاء اليوم الذي سوف يكلم فيه جاك سام،وينهي الصراع بشكل نهائي،أرسل جاك رسالة نصية إلى سام كي يقابله أثناء فترة الإستراحة،ويتحدث معه في الغرفة المخصصة لمعدات التنظيف،بعيدا عن الأنظار،كان جاك أول من وصل،ثم جاء بعده سام بثلاثة دقائق،وقال له سام فور ما دخل:ماذا تريد مني..
طلب منه جاك أن يغلق الباب ورائه لكي يبدأ،ونفذ سام الأمر،ثم قال بعدها جاك:أريد أن أحدثك عن شيئ مهم،يتعلق بنا نحن الإثنان.
وقال له سام بطريقته المعتادة في الحديث:حسنا،لكن بسرعة فما زالت تنتظرني أعمال كثيرة.
وأجابه جاك دون تأخير:حسنا...أنا أسف إذا أفسدت لك حلمك،أنا أعلم أني ثقل كبير عليك...وأسبب لك السخرية من طرف الأخرين..لذالك أنا مستعد أن أخرج من حياتك،و مستقبلك يهمني،لقد رأيتك مع المجموعة الرياضية،لكن لاتخف فعندما سألوك عني رحلت وأغلقت أذني كي لا أسمع جوابك...وهل تعلم،أنا مسرور أني لم أسمعه.
فجأة ودون سابق،أمسك به سام من ملابسه،وأعطاه لكمة على وجهه وأخرى على بطنه،و وضعه على الحائط والدم ينزل من شفتيه،وقال بابتسامة مليئة بالدماء:كم أنا مسرور،لتأكدي عن حقيقة مشاعرك إتجاهي،والأن سأرحل وأتركك وأنا مرتاح الضمير.وبدأ يضحك بهستيرية.
وبدأت يدا سام ترتجفان وهو يقول بغضب:أيها الغبي لماذا لم تسمع ما قلته قبل أن تتصرف كالأطفال.
توقف جاك عن الضحك،وأتمم سام:لقد أخبرتهم أنك أفضل أصدقائي،وحياتي معك كلها متعة،حتى أني نسيت أمر كرة القدم معك،وأحسست أني مهتم من طرفك،لماذا تركتني دون أن تفسر لي حتى الأمر...لقد إشتقت إليك.
بقي جاك مصدوما ومصعوقا لما سمعه،ثم قال بصوت منخفض:أنا...أنا أسف..أنا...
ثم ضمه سام إلى ذراعيه،وعانقه بكل قوة،وقال له:أنت صديقي وأخي الذي لم أحظى به،ولن أستغني عنك أبدا.
ثم بدأت الدموع تسقط في عينيه،وقال:وأنا أيضا قد إشتقت إليك،أنا أسف جدا على ما فعلت.
بينما كانوا ميلاني وموناكو متكئتان على الحائط الملتصق بالباب،وسلمى جالسة في الأرض وتسند ظهرها عرض الحائط،تسمعان كل ماقالاه،وقالت مونا:يالا الأولاد.
ثم عندما خرجوا من الغرفة،كان الجميع قد دخل،وأمسكت ميلاني يد جاك،وأعطته قبلة على وجنتيه،وقالت:أنا مسرورة أنك نجحت.
كما فعلت مونا نفس الشيئ مع سام،وقالت له:أنا أسفة على أي شيئ فعلته لك.
بينما سلمى واقفة في الوسط تشاهد ما يحدث،لكن فجأة فكرت في مات،وقالت في نفسها:أين أنت الأن...إلى أين ذهبت....