الفصل سبعة وأربعون:رحيل...وإكتشاف

34 8 0
                                    

حل الصباح الباكر،وأصوات العصافير المزقزقة تملئ السماء،وأشعة الشمس ترسل مخالبها في كل مكان في المدينة النائمة،واليوم هو يوم إنتقال ميلاني مع جدتها المريضة إلى مدينة أخرى،قالت لها لينا وهي تقوم بإخراج الحقائب إلى السائق كي يضعها في السيارة:((هذا كل شيئ...سوف أشتاق إلى هذا المنزل)).
قالت ميلاني وهي ترتدي معطفها الأسود الثقيل لتقي نفسها من البرد في الخارج:((نعم...كما سأشتاق كثيرا إلى أصدقائي..لم أستطع توديعهم...ولن أستطيع)).
و مسحة دمعة من على وجنتها المحمرة إشتياقا لهم،بعد ثوان جائت سيارة الإسعاف التي ستنقل جدتها،فهي ماتحتاج كثيرا إلى الأوكسجين والدواء المسكن،حتى الأنابيب الازمة لتنقل لها قوتها يوجد داخل هذه السيارة البيضاء والمزينة بالأحمر كالدم،قالت لهم لينا بعد حمل الجدة:((برفق)).
بعدها دارت إلى جانب ميلاني وقالت:((لم أتخيل يوما أن هذه المرأة الجميلة والأنيقة و المليئة بالقوة ستصبح يوما على هذه الحال)).
أكملت بعد صمت:((هذه هي الحياة...هيا...فل نذهب)).
ثم أغلقوا باب منزلهم الذي صار قديما لأن وتوجهوا نحو السيارة السوداء التي تنتظر أمام منزلهم،قبل دخولها سمعت صوت أصدقائها ينادونها من بعيد،وعندما أدارت رأسها رأتهم يقتربون جريا،كانت الدموع تقف في حافة عينيها،ثم إندفعت هي الأخرى نحوهم وقامت بعناقهم بشدة،قالت وهي تبكي بحرقة:((سأشتاق إليكم كثيرا...أحبكم...لن أنساكم أبدا...)).
ثم عادت مسرعتا إلى السيارة دون أن تنظر إليهم،كان جاك لايستطيع أن يفارق عيناه عنها وهي تذهب بعيدا عنه،وكلمة ما تقف بين حلقه ولسانه،لاتستطيع الخروج،وعند ركوبها إنطلقت السيارة تتبعها سيارة الإسعاف،وعند إختفائهم،خرجت الكلمة أخيرا من فمه،((سأفتقدك)).
وفي جهة أخرى،في مخفر الشرطة،تواجد المحقق لوراس في مكتبه،يتفقد الملفات الشخصية للمجموعة الرياضية التي مات بعضهم،وجد بعد بحث أن فلين كان يساعد أباه في بيع المخدرات،وقد ثم إمساكه مرات عدة لكن دون حجة قاطعة،كما قام بإعتدائات جسدية وجنسية،خصوصا إغتصاب فتاة منذ سنتين مضت،أما بيل فقد أمسك في عملية شغب كما شارك في عملية الإغتصاب نفسها التي كان فيها فلين،وموريس سرق سابقا سيارة من طراز "بورش" وقد أمسكته الشرطة وبعدها بسنة،كان متهما أيضا في عملية الإغتصاب،و فينكس فقد ساعد فلين في نشر المخدرات وكذلك في عملية الإغتصاب الجماعية تلك،والغريب في الأمر أن الفتاة نفسها تجمعهم،وعندما ضغط على صورة الفتاة،تغير لون وجهه فور رؤيتها.وإلى جانب الملف وجد قضية إنتحار حدثت قبل تسعة سنوات،وهو مايزامن موت صديقتهم تينا،قال بعد رؤية عنوان الملف:((ماذا!!لايمكن كيف..)).
فما وجده يتعلق بتينا نفسها،وإذا بلودريك يقاطعه:((لوراس!!ماذا تفعل هنا؟؟)).
أجابه:((لماذا!!!ملف إنتحار تينا يوجد ضمن قضاياك الخاصة...أريد رؤيته...فلتعطني كلمة سرك)).
قال لودريك:((أسف..لا أستطيع..إنه أمر من المدير العام)).
قال لوراس بصوت مرتفع:((لكني طلبت منك أن تريني إياه)).
قال لودريك وهو يتجاهله حاملا معطفه للخروج:((أسف)).
قال لوراس بغضب بعد رحيله:((أنا أمرك أن تريني إياه...)).
ثم وقف من مكانه،وهو يمسك رأسه ألاما من فقدانه لحبيبته وصديقته المقربة،أردف قائلا:((إشتقت إليك تينا...لماذا تركتني ورحلتي...أنا وحيد من دونك..)).
ثم جلس على كرسيه من جديد ووضع رأسه على الطاولة ثم أغلق عينيه....

متاهة الأصدقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن