الفصل خمسة و خمسون:وداعا مات

36 7 2
                                    

أوصلت سيارة الأجرة سام و مونا إلى المنزل،جعلت الصدمة سام لايتحدث و لا يقول أية كلمة،ساعدته مونا كي يدخل إلى المنزل،جائت أمه نحوه و عانقته متأسفة لما حدث،أما والده فلم يكن حاضرا بسبب سفره العملي،وإذا بمونا تقول:((حسنا سوف أذهب الأن)).
ليمسك سام بيدها:((لا...أرجوك إبقي معي..)).
ثم نظرت في عينيه للحظة،و أومئت برأسها إيجابا وصعدت معه إلى غرفته،عند وصولهم جلست إلى جانبه و هو مايزال ممسكا بيدها،قالت متوترتا:((سوف أحادثك بصراحة...لم أكن أعلم أن ردت فعلك ستكون هكذا...فلم تكن...تحبه كثيرا...أنا أسفة لايجب أن أقول هكذا...لقد إشتقت له أيضا ولم أصدق ماحدث..)).
ونظر نحوها بحزن و عيناه محمرتان من كثرة البكاء:((لقد أحببته منذ أن ذهبنا إلى الرحلة...إنه من أعز أصدقائي..قبل أن يخبروه سابقا عن الكذبة..حيث ظن أني سأقتل أمه..لم يقم بضربي أو قتلي..كما أتذكر تلك الإبتسامة خاصته..إنها مميزة..)).
وإختفت كلماته من شدة الألم،و وضع رأسه على كتف مونا و بدأ يبكي ببطئ،أتمم:((لقد إشتقت إليه...لا يمكنني التصديق...لن أراه ثانية!!!..تلك الإبتسامة...تلك النكت..تلك المساعدات...حبه لأصدقائه...لم أستطع أن أعانقه من جديد...لقد رحل مونا!!!...)).
و عاد يبكي من جديد،و مونا تملس على شعره الأصفر،و تسقط دموعها على رأسه،دموع مؤلمة على فقدان صديقها وعلى تألم نجومها،ولم تقل إلى:((يالك من شخص طيب مات..)).
مر يومان حيث تمت مراسم الدفن،حينها حضر أهله بمختلف أشكالها و ألقوا كلماتهم و وضعوا الورود فوق قبره وقام الكل بمواسات أمه المسكينة،حيث إنتهى الكل جاء دور جاك و الأخرين لمقبالتها،قاموا بعناقها و التخفيف عن فقدان إبنها الوحيد،قالت:((أنا مسرورة أن إبني كان يملك أصدقائا مثلكم)).
و أكملت بينما وضعت يدها على وجنت جاك كي تتحسسه:((حتى لو أني لا أراكم أستطيع أن أتخيلكم حسبما أخبرني مات عن كل واحد منكم)).
ثم أزاحت يدها على وجهه،ثم أتممت:((أخبرني عن ولد  إسمه جاك،قال أنه شخص طيب يحب الجميع و أنه مسرور على التعرف عليه و أخبرني عن مدى حبه الشديد له،كما أخبرني عن شخص يدعى ميلاني..)).
قالت مونا مقاطعتا:((لكنها لم تأتي)).
و أكملت ساندي وهو إسم أم مات:((أه...لقد قال أنها  فتاة طيبة جميلة تحب أصدقائها و تحبك أيضا جاك،مونا..فتاة أخرى جميلة جدا معروفة بالحسناء في مدرسته رقيقة الأحاسيس و قد وقع في حبها سابقا قبل أن يقابل فتاة تدعى سلمى فهي فتاة قصيرة يحبها بجنون لا ينتهي..)).
لم يسمع سام إسمه،وأحس لحظة بالحزن،قبل أن تقول ساندي:((أه لقد نسيت شاب أخر إسمه...سام...نعم سام..شاب شقي متقلب المزاج،طيب..أتعلم سام..إعتبرك صديقه المفضل يحبك كثيرا و دائما مايتحدث عنك..أنا مسرورة أنه يمتلك أشخاصا مثلكم سابقا في حياته...شكرا لكم..)).
عندما إنتهت عانقها سام بشدة:((أنا أيضا أحببته و هو صديقي المفضل لن أنساه أبدا)).
أجابته:((أنا مسرورة أنكم غيرتم حياته...أنا..)).
لم تستطع إكمال كلامها،وقاموا بعناقها جميعا و ساعدتها أم جاك لتذهب لبيتها حيث بقي أصدقائه قرب قبره وشاهدوا الغروب معه مثلما شاهدوه سابقا في الجبل..فقط الأمر مختلف الأن...عند وصول ساندي للمنزل قالت لأم جاك:((فل تخبري جاك عن وصيت مات الأخيرة له..فقد أخبرني سابقا أن يتصالح مع ميلاني...هذه وصيته له..)).

متاهة الأصدقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن