الظلام البارد الذي بدا ممتداً للأبد أثار ذعري..متى كانت آخر مرة حصل فيها هذا؟
كنت عالقاً في نفس الحلم مجدداً.
بينما في كل مرة أخرى كان ينتهي به يصفعني لأستيقظ، هذه المرة لم يفعل..
بدل ذلك كان هناك مشهد آخر، الغرفة الباردة وحرارة صفعته فوق وجنتي..
صوت أنفاسه الحاد وكلماته التي انسابت من بين أسنانه.
"لا تجرؤ وتبرر"
"كيف استطعت فعل ذلك"
" لن أغفرها لك ابداً"
شهقت بعنف عندما انطلق الرنين المرتفع والحاد للهاتف..
جالساً على السرير في غرفتي، أحدق في الجدار المقابل أبيض اللون الذي جعله ضوء ما بعد الغروب أرجوانياً.
رفعت الهاتف فاتحاً الخط لأخرسه عن الرنين أكثر.
-أجل؟
-لمَ لست هنا حتى الأن؟!
آه..
لقد نسيت..
-عشر دقائق فقط حسناً؟
سمعت تنهيدته على الطرف الآخر، ضوضاء الخلفية عنده جعلته يرفع صوته -عشر دقائق، إن لم تكن هنا فسآتي لسحبك من شعرك!
ذلك جعلني أبتسم..لكنها لم تكن مزحة لذا من الآفضل أن أتحرك.
-حسناً.
بعد حمام سريع استغرق ست دقائق خرجت للغرفة، أقل من خمس دقائق لأرتدي ملابسي وأذهب هناك؟
فعلا!
أحتجت ست دقائق أخرى لأرتدي البنطال القماشي الأسود والقميص الرمادي، الوشاح والمعطف واسحب حذائي مع لأرتديه في طريقي للأسفل.
أحد مساوئ أن تمتلك مناسبة عائلية.
******
الفندق كان على بعد شارعين من المجمع السكني الذي نقيم فيه. وصلت أخيراً بعد سبع دقائق إضافية، مبرزاً بطاقة الدعوة لعاملي الأستقبال، رافقني أحدهما لقاعة الأحتفالات الصغيرة التي حجزها إيڨان.
عندما فتحت الباب صمت الجميع في الداخل، وبالجميع فأنا أعني الجميع..مصاصو الدماء لديهم إنتماء قوي لبعضهم.
-من المفترض أن يتأخر الإحتفال لأجل أحد العروسين وليس لأجل إبن أخت أحدهما!
كلير قالت بابتسامة واسعة، ترفع طرف فستانها الذهبي وتتقدم تجاهي.
والداها في الخلف كانا صامتين يحدقان إلي بشيء من الانزعاج، ففي النهاية أنا المجهول الذي أخر إحتفال إبنتهما الوحيدة بــ.. أياً ما كان هذا.
عانقت كلير عناقاً سريعاً وأنضممنا للباقين.
إيڨان كان يرتدي حُلة رسمية أرجوانية اللون بدون ربطة عنق..شيء ليثير إنطباعاً جيداً لدر والديها، والذان رغم كل شيء ورغم أنهما يجلسان الآن في قاعة إحتفالات في فندق في سويسرا لحضور حفل خطبة إبنتهما-والتي لم يكن لها داعٍ لكنهما ما يزالان يتمنيان لو أن كل ذلك لم يحدث.