لقد نسي يوليان كيف يتنفس..
كل ما كان يدركه، هو أنه أمامه، ينظر لعينيه، يبتسم له، يلمسه..و كل ذلك كان حقيقياً جداً ليكون حلماً!
لكنه كان يشعر كما لو أنه كذلك..حلم لم يجرؤ على رؤيته من قبل.
دالاس راقب رد فعله بصمت، الإبتسامة لا تزال هناك على شفتيه، يديه تكوبان الوجه النحيل و المطابق لتوأمه، ثم إقترب أكثر، تقتحم رائحته رئتي يوليان تجعله يشهق بقوة كما لو كان يغرق..
كان هناك قبلة دافئة و مخدرة بين عينيه، ثم ذراعان تطوقانه بإحكام، يشعر بصدره يلتصق بنبض قوي و سريع يتذبذب من صدر الآخر..
كانت أنفاسه متلاحقة، عقله ضبابي، لم يكن يعلم إن كان يمر بنوبة ذعر أو حالة إنفصال عن الواقع، لكنه فقط كان يشعر بكل شيء غريب و غير حقيقي تماماً..
كان الدفئ الذي يحيطه و الرائحة التي تجعل عينيه رطبتان أعظم من أن يكون حقيقة.
- توقف عن الهلع.
و هذا الصوت..هذه البحة، لا..كان ذلك فقط كثيراً.
التنهيدة التي نفثت نفساً دافئاً على رقبته جعلت جلده يعود للحياة، الخدر يتلاشى بينما تنتشر القشعريرة في كل مكان حتى فروة رأسه.
كان هناك يد خلف ظهره، إلي اليسار قليلاً حيث قلبه، اليد أصبحت دافئة فجأة بينما يشعر بجسده يُضغط أكثر ضد الصدر القوي بطريقة غير متوقعة..
يشعر بحواسه تتحسن بينما يجد القدرة ليلف ذراعيه حول الجسد الملتصق به، يضغط بقوة بينما يترك شهقة تفلت، الإنفجار داخل صدره ينسكب للخارج أخيراً، بينما كل ما يستطيع سماعه هو الكثير من النحيب، الكثير من الشهقات و الكثير من الدموع..
لقد كانت دموعه.
.
.
.
.
.
- أنت حقاً هنا!
تمتم بعد فترة طويلة من البكاء، صوته كان مبحوحاً لدرجة أنه لم يتعرف عليه، يسحب رأسه من فوق كتف توأمه ليتمكن من النظر إليه، صدريهما لا يزالان مضغوطان ضد بعضهما بينما يستطيع كل منهما الشعور بنبض الآخر.
- أنت هنا..
أنامل يوليان المرتجفة و الباردة تحسست الملامح المألوفة جداً..مع ذلك كان يشعر كما لو أنه لم يرها منذ حياة مضت!
كان هناك خط دموع في العينان الخضراوتان اللتان بادلتاه التحديق، يدي دالاس مشغولاتان بإبقائه محتجزاً داخل حضنه..
- أنا هنا..يوليان، لقد كنت دائماً.
الوخزة في صدره أخبرته أنه لا يجب أن يسأل..
لكنه لم يستطع، لقد كان يتآكل، و الإحتمال كان يقتله، لذا كان عليه أن يسمعها منه، أن يعلم..
