كان هناك كلب ضال ينبح في الخارج بلا توقف، والصوت المسموع لعقارب الساعة على الجدار، وأصابعه التي لم تتوقف عن تحريك شعري منذ وقت طويل الأن، دموعي كانت لا تزال تتقاطر، شهقة لا إرادية تنفلت كل عدة دقائق.
الوقت كان قد تأخر جداً، ربما هي الساعات الأولى للفجر الأن، ألكسيس وروسلان لم يكونا هنا، ربما هو ركلهما خارجاً لكي لا يريا هذا..
كلمات ڨالديمار كانت لاتزال تتكرر في أذني مرة بعد أخرى كالأغنية الوحيدة في قائمة التشغيل..
الألم..لم يكن بالضبط أفضل الأشياء التي تعاملت معها حتى الأن، لقد كنت أهرب..ربما دائماً، أقفز من مكان ما أو أغطس في حوض الإستحمام الممتلئ..
لكن الأن..أشعر بالخدر أكثر من أن أفكر في الأمر حتى، يحتاج الأمر الكثير من الأدرينالين غير المحتمل والمجهود النفسي. خلطة مجهدة تماماً.
هذا النوع من الألم كان جديداً جداً لأفهمه، سابقاً كان الألم ناتجاً عن شيء يحدث بينما أنا لا أستطيع فعل شيء لإيقافه، أو شيء حدث بالفعل ولم يكن هناك شيء أستطيع فعله لإيقافه، أو شيء سيحدث أملك طريقة لإيقافه والألم يكون ناتجاً عن مزيج آخر من الإشتياق والأسى..إلخ.
أما هذا..لقد كان غير مفهوم لحد خانق، لقد كان شيئاً تسببت فيه، شيء كان بإمكاني إيقافه لو أني حاولت، شيء لا يمكنني إصلاحه أبداً الأن..
..
شعرت به يتحرك ليستلقي خلفي، يلف ذراعه حول بطني ويسحبني ليحشر ذراعه الأخر أسفل رأسي ثم يثني يده ليريح كفه على مقدمة رأسي بينما تتابع أصابعه العبث بشعري..
كنت ملتصقاً به للحد الذي شعرت به بنبضه ينتقل عبر ظهري..ذقنه كان يستند لمنتصف رأسي وأنفاسه الخافتة تحرك شعري كل عدة ثوان.
لقد كان يقيدني تماماً، مشتتاً أفكاري لعدة دقائق، أنامله كانت تتبع خطوط أضلعي، والتي برزت مؤخراً أكثر مما يجب، وربما إدراكه لذلك جعله يضمني إليه أكثر..
التصرف معي بالطف بينما أنا في مرحلة بائسة من الحزن واليأس ليس أفضل شيء لفعله، منذ أني سأنتحب مخرجاً الحياة خارجي لأجل ذلك..
ذلك اللطف والدفئ كان يضاعف دموعي، يجعلني أدفن رأسي في الوسادة لأجل الأنفاس المختنقة التي ستفضحني.
بينما يده تسللت من معدتي لصدري، تستقر فوق قلبي مباشرة تضغط بخفة، وبدا ذلك وكأنه يدفع الشهقات خارجي، وأنتهى بي الأمر أنفجر باكياً، أستدير لأكتم شهقاتي في صدره، وهو أستقبل كل ذلك بصمت، يدفنني في حضنه، ولايتوقف عن تمسيد شعري..
كان ذلك وقتاً طويلاً من البكاء قبل أن أُستهلك تماماً وأهدأ، الصداع وألم حلقى وفكي وبرودة أنفي قادتني بهدوء للاوعي، لكن قبل أن يتلاشي تماماً أدركت أني لم ألمه لأجل آرث..أني لا أستطيع في الواقع، وهذا بالضبط كان سبب ألمي !