كندا ،أوتاوا.
إيفان ظل عشر ثوان يحدق بموظفة إستعلامات الفندق التي أخبرته للتو أن النزيلة التي يبحث عنها غادرت مساء الأمس في الحادية عشرة..
و بجولة سريعة في ذاكرتها إستطاع رؤية بريونيا تقف أمام مكتب الأستقبال تحمل حقيبة كتف و تمسك قبضة حقيبة السفر الكبيرة.
شكر موظفة الإستقبال المتوترة وخرج،كان قد أدرك بالفعل أنهم وقعوا في الفخ..
بغض النظر عن أنها كانت بشرية،كان عليه أن يدرك أن شئ ما ليس صحيحاً عندما لم يستطع دخول عقلها.
من خلفها؟..
يجب أن يكون هناك شخص ما..
لمَ قد تقوم بشرية بسرقة ثلاث مجلدات قديمة والهرب؟!
ثم الهرب أين؟
كانت الإجابة بديهية جداً،خاصة مع حقيقة من أين هي وأين قالت أنها تريد العودة.
وذلك كان اليونان.
.........
-لقد رحلت.
أخبر إدجار الجالس أمامه بصمت في غرفة المعيشة في الشقة التي إستأجرها لأجل دالاس،والذي كان قد ذهب للجامعة منذ ساعتين.
إدجار لم يقل أي شئ،وكان بإمكان إيفان أن يخمن أنه يلومه لأجل ذلك..
لكن الأمر لم يكن بذلك السوء فعلاً..لايزال بإمكانه إستعادة المجلدات،منذ أنه أمسكها مرة قبل ذلك،إذاً فهو يستطيع نقلها حيث يريد.
لكن إدجار لم يفعل،عوضاً عن ذلك هو ظل صامتاَ يحدق للمشهد خارج الجدار الزجاجي للغرفة،وقبل أن يبدأ إيفان في إخباره بأن ينقل المجلدات لهنا، إلتفت إليه مع ملامح جامدة:لا أستطيع نقل المجلدات!..لا أستطيع إيجادها في الواقع،وكأنها لم تعد موجودة أصلاً.
وإيفان لم يجد ما يقوله..
لكن إدجار كان لديه،كان أكثر إنزعاجاً مما توقع إيفان أنه سيكون..
-هل تعلم كم واحد منا هناك في الخارج؟
إدجار كان يسأل بإستنكار بينما يحدق بإتساع لعيني إيفان الجامدتين..
-هناك ثلاثة ملايين ونصف واحد على هذا الكوكب!..أستطيع الإحساس بهم جميعاً،أن أعرف أنهم هناك في مكان ما،لكنني لا أستطيع أن أعلم من هم أو مالذي بحق الجحيم يخططون له،والأن بفضل واحدة غير متحولة منا..لن أكون قادراً على الحصول على هذه المعلومات لوقت طويل.
وإيفان أعطاه خمس دقائق ليهدأ خلالها،بينما يفكر في الواحدة غير المتحولة التي سرقت المجلدات..حسناً،هذا يفسر لمَ أرادت المجلدات منذ البداية..
لكن،إن كان إدجار يستطيع الشعور بالكل،المتحولون وغيرهم،ألا يعني ذلك أن ذلك الرقم ليس للمتحولين فقط؟
