كانت دارين داخل منزلها بالفعل على وشك أن تغلق الباب عندما صدرت نغمة تنبيه من هاتفها، كانت رسالة..ارثينيوس أرسل لها رسالة يسألها أن تمر على منزله إن كانت متفرعة.
و هي لم تفكر في الأمر لنصف دقيقة حتى قبل أن تخرج لسيارتها، تتجه للمنزل الصغير الواقع على مرتفع صخري يطل على غابة عملاقة على أطراف المدينة.
كان ارثينيوس الشخص الوحيد الذي أخبرها عن دالاس، الكثير من التفاصيل عن دالاس، منذ أن لا أحد آخر كان يفعل، فقط يخبرونها الخطوط العريضة و يغفلون الكثير من التفاصيل، و هي كانت في حاجة لتلك التفاصيل، للكثير منها..
و ارثينيوس كان الوحيد الذي منحها ذلك، يعطيها الكثير من الأشياء لتستخدم قدرتها عليها، لقد تمكنت بفضله من أن "ترى" دالاس..
كيف كان هشاً جداً و كئيباً جداً..كيف كان يتحول لطفل صغير باكٍ في الكثير من المواقف الحميمية، كيف نمى على مر السنوات وحيداً، محاطاً بمربيته و زوجها و الكثير من حاملي الضغينة..
لقد رأته خلال كل فتراته المظلمة و المبهجة، ولم تستطع أبداً تجاوز حقيقة أن كل ذلك ولى، و أنها لن تكون قادرة على رؤيته فعلاً أبداً، و ذلك كان يدفعها للأدمان على مِنَح ارثينيوس لها، لذا عندما كان يقترح أن تمر عليه، لم تكن تجرأ على الرفض، و هو ربما كان يستغل ذلك لصالحه، لكنها لم تهتم..ليس حتى قليلاً.
..............
في المنزل المظلم المقام أعلى الجرف كان ارثينيوس يجلس شارداً خلف جداره الزجاجي المطل على الغابة ، الضوء الأبيض الشبحي القادم من القمر في الخارج ينير نصف غرفة المعيشة الواسعة، خلفه كانت طاولة قهوة خشبية و الضلع المغطى فوقها كان يوتره.
كان هناك ضلع ديفاري نقش عليه بالديفارية العليا، لغة لا يفهم منها سوى عدة كلمات، و الضلع لم يكن يحمل أي واحدة منها، لذا كان عليه طلب مساعدة، و لا أحد يمكن أن يتستر عليه و يكون مفيداً في نفس الوقت سوى أم الملك، الملكة الأم!
و هي لم تتأخر عليه في أي وقت مضى.
رفع عينيه للساعة الرقمية المثبتة على الجدار يمينه، كان قد مضى نصف ساعة منذ راسلها، وقبل أن ينهض ليعد كوبي قهوة قبل مجيئها سمع الخطوات السريعة في الخارج و الطرقتين الحادتين على باب منزله.
كانت منفعلة أكثر من العادي اليوم، و وجه إرمولاي المتوتر ظهر في ذاكرته..
حسناً..هل لذلك علاقة بخطط الملك بأي شكل؟
...............
دارين كانت عصبية، تحتاج لتفريغ ذلك بسرعة، و أرث لم يفتح الباب إلا بعد ثلاث وثلاثين ثانية، يحدق بعينين هادئتين بينما يتراخى للخلف مفسحاً لها الطريق، و هي لن تمانع في وكز عينه الجميلة بلا داع الأن.