استراليا، توركواي.
بيا و فيديليا كانتا تتحدثان عند الشاطئ، بعيداً عن أمواج المد، حيث لا يمكن لريدفاكيا أن تشعر بهما!
- لقد أرادت تحويل الجميع.
قالت فيديليا، تحدق للأفق حيث شمس الغروب أوشكت على الإختفاء.
- لماذا قتَلت دالاس؟
بياتريس كانت غاضبة، حزينة و غاضبة، و التفكير في كيف إدجار يشعر الآن كان يؤلم قلبها لحد يدفعها للبكاء.
- لم تقل قط.
و لم تستطع بيا أن تجد أي دافع مهما كان جنونياً و غير منطقي لفعل شيء بهذه البشاعة.
و رحلة البحث التي إستغرقت ثلاث أيام، إنتهت برغبة إنتقام لا يمكن لأي منهم إيقافها الآن.
.........
الرنين الحاد و البعيد كان يخترق وعيه متقطعاً كل ثلاث ثوانِ، جزء ما من عقله يدرك أنه هاتفه، لكنه لم يكن قادراَ على التملص من الحالة الذهنية التي علق فيها لساعات الآن.
كان يستعرض كل ذكرى صغيرة جمعته بالفتى، منذ كان رضيعاً حتى ما قبل أيام..
ما قبل موته.
الألم الذي ينبض داخل صدره كل مرة يستدعي تلك الحقيقة كان يقتله، قويٌ كفاية ليمزق روحه.
مع ذلك، كان غير قادر على الإنهيار، لم يبد البكاء كافياً، ليس كذلك مطلقاً، حزنه كان في مرحلة مختلفة تماماً.
حيث لا يستطيع تفريغه أو إحتواءه، حيث يظل هناك، عالقاً داخله، يأكله ببطء،و هو ينتظره لينهيه.
الرنين لم يتوقف، و بعد الكثير من الوقت وجد نفسه يتحرك ليخرجه من جيبه، يضغط دون وعي أيقونة الإستقبال، يضعه على أذنه بتلقائية و يغلق عينيه، غير قادر على إستقبال أو معالجة ما يراه.
- سأرسل لك موقعاً، إذهب إليه، لا تخبر أي أحد، حتى إدجار، كن هناك قبل الشروق..إنه حي.
عقله لم يعالج أي شيء في البداية، و بعد أن أُغلق الخط، يعيد تكرار ما سمعه قبل ثوان كنغمة غريبة، يدرك ببطء ما كان ذلك، يشعر بالقبضة التي إعتصرت قلبه فجأة، يشق بعنف بينما يحدق لشاشة هاتفه التي أضاءت برسالة واردة، يشعر برأسه يحترق، كآلة عاجزة، يندفع بقوة واقفاً، ينهار على ركبة واحدة، أعصابه مرتخية جداً، يقف مجدداً، يندفع للخارج، يطالب المرأة الصهباء بتلك التوصيلة الأن، يقول لبياتريس أنه سيفسر لاحقاً، ثم يغادر حيث لا زال غير واثق أنه سيكون، لكنه لم يملك سوى أن يأمل، أن يصلي و يتوسل، لأجل أن يكون حياً.
***********
كندا، نونالا.
أرثينيوس كان قد وصل للشاطئ حيث قاده إحساسه الذي لازمه لثمانية عشر عاماً الآن بمكان دالاس، فقط قبل الفجر بقليل، يرى كومة الرماد المبعثرة، أثار حذاء ثقيل على الشاطئ تتجه لسور الأشجار جهة الغابة.