أستراليا،توركواي.
-لقد أصبح أغرب..أعني،هو بدأ يصبح أكثر صمتاً مما كان،يتجنب التواجد مع أي أحد،ويتصرف كما لو أنه..يعلم..
هل يمكن لذاكرته أن تعود بينما لا يزال مختوماً؟!
هارمينيا كانت تهلع وريدفاكيا فركت وجهها لمعرفتها أن الإجابة نعم..لكنها لا تستطيع فقط إخباره بذلك..
ذلك قد يضعه في خطر لا داعي له،والتفكير في الأمر جعلها تسحب نفساً عميقاً وتجيب:لا هارمينيا،هذا غير ممكن،هو لم يستعد ذاكرته،لكنه ربما يملك بعض اللمحات عن الماضي وذلك ما يجعله يتصرف بغرابة،فقط إهتمي به ولا تقلقي.
تنهي المكالمة بعد ذلك وتسحب نفسها للخلف،تطلق زفرة طويلة وتدير رأسها للبحر..
إيلاي غادر بعد وصول لوبوف ونيكتا بثلاثين دقيقة،تطلب منه ريدفاكيا أن يعطيها إجابته في أسرع وقت..
إن كان سينضم إليها وتكسر ختمه،أو أن يعود للندن وينسى كل شئ.
فيديليا رافقته لتضمن أنه لن يقوم بإي حماقة لا داعي لها،محاولة التواصل مع إدجار كمثال..
بعد أن أخبرها العميلان الروسيان كل شئ،أدركت أنها لم تعد تملك الوقت لأخذ الأمور بروية أكثر.
في حين أن البشر لن يحتاجوا أكثر من ساعات لإعداد قوتهم للقضاء عليهم،فهى ستحتاج أسابيع على الأقل لتحول كل الديفاري..وبالطبع لم يكن الإعتماد على إدجار وارداً،ببساطة لأنه لن يفعل أي شيء.
قاطع شرودها وحيدة في الشرفة صوت الخطوات القادم من الداخل،قبل أن يظهر صاحبها بعينيه السوداوين اللتان عكستا الضوء الباهت للقمر.
أشارت إليه ليجلس أمامها،تدخل في الموضوع مباشرة بينما تحدق لملامحه التي تبدو إنعكاس أكثر شباباً لجده الأكبر..
جده الذي عاش قبل ثلاث آلاف عام.
-ياش..أريدك أن تذهب لكندا،أبقي عيناً على الوريث،وأنتظر حتى أخبرك بما عليك فعله لاحقاً،وبالتأكيد..لا تدع أي أحد يعرف بوجودك.
-حسناً.
ونهض خارجاً..
وبالتأكيد كان أكثر هدوءاً من جده الأكبر!
أسترخت في مقعدها تغلق عينيها،الماء يتقاطر من شعرها،والحيتان البيضاء هناك على حدود بحر كورال التي تهاجم سرب من التونة جعلتها تبتسم..لقد إفتقدت البحر كثيراً،رغم أنه لم يمر سوى عدة أيام منذ كانت هناك.
الرمال الباردة تخللت أصابعها بينما تتقدم بثوبها الطويل إلي داخل الماء،تلامس قدماها السطح البارد والقاسي للقاع الصخري،تشعر بالإدراك لكل كائن حي على بعد مئات الأميال،بما في ذلك مجموعة الغطاسين البشر فوق الحيد المرجاني العظيم،وأسراب الأسماك المختلفة في عمق البحر،وغواصة حربية على بعد ثلاثين عقدة من الشاطئ.
