الكاميرا كانت مثبتة على حامل عمودي ثلاثي القاعدة، بينما يجلس أمامها على المقعد الوحيد في الغرفة، يسترخي في مكانه و يرفع ساقاً فوق الأخرى، ينتظر إشارة المجموعة التي كانت تعمل على ضبط وقت بدأ البث المباشر على كل القنوات المحلية في إستراليا، و الذي كان يأخذ الكثير من الوقت..أكثر مما يسمح به صبره المتلاشي.
حدق بشرود للجدار المقابل بينما يغمره إحساسه كملك بهم جميعاً..
كل الديفاري تحولوا، أغلبهم وصل إستراليا بالفعل والباقي كان في طريقه، دارين كانت هنا، على أطراف القارة، لكن هنا، و التساؤل الذي رف في وعيه حول ما إذا كان إدجار قد أدرك الأمر وقرر إبقاؤه سراً يستمر في تشتيته.
هل عرف الملك السابق أنه يستطيع تحويل زوجته إلى ديفاري؟ منذ أنها لم تكن ميتة أصلاً، مع الكثير غيرها من الديفاري الذين 'قتلوا' في حوادث مشابه، لكنه فقط قرر تجاهل الأمر؟
كان هناك نعم كبيرة تجيب ذلك كل مرة، إدجار لم يُرد إعادة الماضي، أراد فقط مواكبة الحاضر، التركيز على دالاس، و التخلص من عبئ مَلَكيته إن كان ذلك ممكناً.
لم يعد ذلك مهماً الآن..
لديه عقله الطافي في فراغه بجانب جسده، و ليس واثقاً أنه سيعيده، ربما ليس مطلقاً.الإشارة التي أعطاها له أعضاء الفريق جعلته يحول رأسه للكاميرا حيث بدأ البث، مسترخىٍ جداً في جلسته ولا يبدو كشخص يلقى خطاب تهديد لأكثر من ثلاث عشر مليون إنسان.
**********
"أمنحكم 72 ساعة بدأ من لحظة إنتهاء هذا البث، إخلوا القارة، أو تحملوا نتائج عدم فعل ذلك، أياً كان ما تفضلون."
إنقطع البث فجأة كما بدأ، تعود قناة الأخبار المحلية لبثها المعتاد، و مجلس الخمس و ثلاثين، الذي أصبح الآن ثلاث وثلاثين بعد تغيب هازيل و يونان، حل عليه الصمت لفترة طويلة.
رئيس المخابرات الأسترالي نهض بسرعة، يتعثر في خطواته السريعة خارجاً من قاعة الإجتماع، يتصل بالطيار في طريقه لخارج المبنى ليعود للبلاد، بينما تنهال عليه الإتصالات بعد إنهاء المكالمة من قِبل وزير الداخلية ومكتب رئيس الوزراء.
لا أحد يعلم كيف قام ذلك الفتى بإختراق الشبكات الخاصة لمعظم القنوات المحلية والعالمية الأسترالية ليبث ذلك الفيديو الذي لم يتجاوز الثلاثين ثانية، يخبرهم أنهم الديفاري، و أنه يريد 'إسترداد' إستراليا، وأن على باقي الدِول أن تكون لطيفة كفاية لتساعد الحكومة في الإخلاء!
- ما مدى خطورة هذا؟
نائبة رئيس الCIA سألت المجموعة، لا أحد أجاب للحظة، قبل أن تظهر الإقتراحات أنه ليس خطراً لا يمكن القضاء عليه.