كان ضوء ما بعد الزوال ينعكس على كل شيء في الغرفة، الأربعة متجمدون في أماكنهم منذ دقيقة الآن، يوليان يجلس فوق السرير، عينيه تحدقان للنقش فوق صدره ثم لوجوههم..
دارين أرادت قول شيء ما، لكن الكلمات ظلت عالقة بين شفتيها..دموعها كانت تتساقط مع ذلك، تستوعب ببطئ حقيقة أنه حي، أن يجلس أمامها الآن، حي و يتنفس!
لحظة الجمود إنتهت سريعاً عندما إنتفض يوليان يسحب نفسه حتى حافة السرير و يتقيء الكثير من الدماء التي خنقت تنفسه..متخثرة و مظلمة، تترك بقعة كبيرة فوق الأرضية الخشبية المصقولة بينما تنتشر رائحتها في الغرفة..رائحة يوليان الرمادية و الباردة!
عندما إنتهى رفع رأسه و مدد ظهره، يديه فوق ركبتيه بينما يحدق للثلج المتساقط عبر زجاج الشرفة المكسور، كان يمكن لليلاند أن يرى التغير في تعبير وجهه قبل أن يتحول للوحة خالية من أي شيء.
يوليان تحرك ببطئ، يخرج قدميه من تحته و يقف عن السرير، يترنح للحظة قبل أن يثبت قدميه على الأرض و يلتفت حيث باب الحمام، يتجه له بخطوات ثابتة و يقفل الباب خلفه.
سحب الجميع نفساً جماعياً ما إن فعل، إيفان يتحسس طريقه للمقعد لأن ركبتيه خائرتان الآن، يبادل نظرة مصدومة مع دارين و إدجار قبل أن يلتفت ثلاثتهم للباب الزجاجي المهشم.
- ما كان ذلك..الشيء؟!
دارين سألت، لا تملك أي فكرة عن ما قد يكونه الجسم المظلم الذي إخترق باب شرفتها ثم صدر إبنها و أعاده للحياة.
لكن الآخرين فعلوا، جميعهم علموا 'تقريباً' ما كان ذلك، لكن أحداً لم يجرؤ على أن يأمل..كان ذلك فقط مستحيلاً.
في الجانب الآخر من الغرفة كان ليلاند يشعر بحرارة دماغه ترتفع من فرط التفكير..لقد كان بيدقاً آخر في يد أرثينيوس، يستخدمه ليتأكد من تحقق هذا السيناريو بالضبط..
لكن ما هو هذا السيناريو مجدداً؟!
يوليان كان يحتضر منذ سنوات الآن، لا شيء يفترض أن يكون قادراً على علاجه، لا مصدر حياة قادرٌ على إنقاذه، لا أحد يستطيع..
لكن شخصاً فعل، شخص لا يستطيع ليلاند إبتلاع حقيقة أنه 'ربما' لا يزال..
قاطع أفكاره فتح باب الحمام القريب على يمينه، هناك يوليان خال من الدماء في ملابس نظيفة و شعر مبلل و نظرة غير مبشرة على الإطلاق موجهة له.
لكنه لم يحدق كثيراً لحسن حظ ليلاند، يلتفت للثلاثة الآخرين، عينيه تتركزان على عيني إدجار الغائمتين لوقت طويل، ثم يرفعها لعيني والدته التي لا تملك أي فكرة..
نظف حلقه كي يخرج صوتاً مرتفعاً كفاية ليسمعوه
-سأذهب للجدار، خذاه و إنتظروني في مبنى الحكومة.