أستراليا، توركواي.
كانت لحظة صمت طويلة.
بعد رحيل ريدفاكيا برفقة أرثينيوس، و إندفاع إرمولاي للشرفة، يحدق للإمواج المتراجعة و الإثنان داخلها بعجز.
لقد فقده.
مجدداً.
في الداخل كانت فيديليا و إيلاي، في جانب بعيد، و بينما كان إدجار لا يزال جامداً، كان إيفان ينهار في زاوية بصمت.
فيديليا كانت عالقة، تعلم الآن أن ريدفاكيا تخلت عنها، تختار أرثينيوس، و أنها في أفضل الأحوال ستكون في مواجهة خمسة من الديفاري إن بقي إيلاي على الحياد، أحدهم الملك.
و الذي كان ينظر إليها الآن نظرة ضائعة، تعلم أنه يحاول معالجة الحقيقة، لكنه ربما لا يستطيع، لأن الأمل لا يزال هناك داخل عقله يجبره على تقليل الألم للآن !
الصراحة المطلقة كانت ستوقظه، و أيضاً ستجلب نهايتها، لكن الآن، الولاء غير المبرر الذي أصبحت تحمله فجأة تجاهه، يفوق عدة مرات ما كانت ريدفاكيا تجعلها تشعر به، كان يدفعها للإعتراف، ربما لتحريضه ضد ريدفاكيا حتى.
- لقد أرسلت أحد رجالها لكندا تلك الليلة، كما كلفته بالتخلص من الجسد.
.
.
.الصمت..
فقط الكثير من الصمت.
ثم الألم النفسي المفاجئ الذي إجتاح قلوبهم يجعلهم يشهقون، ربما لحد جلب دموعهم لإطراف أهدابهم.
الملك..
كان يفقد السيطرة على ألمه، يجعله يتسرب للمحيطين به، يجعلهم يشعرون بألمه دون أن يدرك ذلك حتى.
يترنح خطوة للخلف، عيناه غائمتان عن كل شيء، رغم أنها لم تكن الدموع، فقط الكثير من غشاوة الألم.
و إيلاي كان يعلم ذلك، يشعر بالمستويات غير الممكنة من السيلات العصبية الناقلة للألم، لقد كان يتحول إلى أكثر من مجرد ألم نفسي.
كان جزء من الثانية، فقط لحظة فارقة شديدة القِصر، و قد أدركها.
يندفع بسرعة مضاعفة ليمسك كتفيه تماماً في اللحظة التي إنتقل فيها.
تجفل فيديليا على الحركة الخاطفة، بينما يدرك الجميع ما حدث للتو.
إدجار و إيلاي إنتقلا لمكان ما، معاً.
و بيا كانت واثقة أن الأمر سينتهي بقتله هذه المرة.
تتجه لإيفان الذي لا يدرك أي مؤثر خارجي الآن.