CH: 4

2.5K 248 80
                                    

نتيجة إختبار القبول في ماكجيل لثلاثتنا كانت إيجابية، بعد ثلاثة أسابيع من الأختبارات، أقتحم ألكسيس المنزل عصر يوم أربعاء يكاد يبكي فرحاً وهو يشهر في وجهي نتيجة إختباره الذي تجاوزه، لكنه ظل مرعوباً من إحتمال أن أحدنا-أنا أو روسلان- لم يتجاوز الإختبار.

وبحلول مساء نفس اليوم كنا ثلاثتنا نجلس في صالة المنزل مع خطابات قبولنا جميعاً في نفس الجامعة، ذلك جعل ألكسيس يذرف دمعتين بينما إيڨان ينفجر ضحكاً لأجل الموقف كله.

كنت شارداً في الكلمات اليونانية فوق الصفحة البيضاء الناعمة للرواية التي كنت أقرأها، جالساً في صالة المنزل حيث كان الجميع يحتفلون بقبولنا في ماكجيل، جو مبهج ودافئ، لكنه لم يستطع عبور حاجزي لداخل قلبي.

أفقت على الأحساس الغريب بأني مركز إهتمام أحدهم، ذلك الشعور الغريب وغير المريح والذي يعيقني عن التكور في زاويتي بسلام.

عندما رفعت عيناي ألتقتا مباشرة مع عينيه..دخانية باردة.

كان يمسك كأس شراب لا يبدو أنه شرب منه أي شيء، يستمع بنصف وعي لوالدة ألكسيس، تحدثه عن شيء ما بخفوت، بينما عيناه كانتا مركزتان علي، لا يبدو مدركاً لتلك الحقيقة حتى.

أشحت عيناي عنه إلي الكتاب بين يدي، لا أستطيع إستيعاب ما أقرأه.

كنت مرهقاً، نفسياً وجسدياً، وكل ما أردته هو الصعود لغرفتي والنوم حتى عصر اليوم التالي، لكنني أيضاً لم أرد لفت الإنتباه..أكثر مما أفعل الأن.

أرخيت رأسي على مسند الأريكة خلفي، رافعاً قدمي عن الأرض ضاماً ركبتاي لصدري.

يساري حيث الباب الزجاجي للشرفة والمساحة الخالية بين الاريكة والباب كانت رونا وإليانا.

رونا تحاول الوقوف بثبات بينما إليانا تثبتها وتساعدها على السير تجاه والدتها التي أنهت حديثها أخيراً معه، تلتفت للأهتمام بطفلتها.

ألكسيس وروسلان مشغولان بالحصول على نصائح للحياة الجامعية من كلير، بينما إيڨان لا يتوقف عن التعليق ساخراً من كل كلمة..

الجميع كان مشغولاً، والساعة كانت قد بلغت الثانية عشر والنصف، لحسن الحظ أنا أملك حقيقة كوني بشرياً كحجة مقنعة للذهاب لغرفتي الآن والنوم.

-حسناً جميعاً، يوم لطيف وأمسية رائعة، لكنني أستطيع أن أسقط نائماً الآن وأفضل أن أفعل ذلك على سريري.

لوحت لهم في طريقي للدرج، أصعد بسرعة دون أن أترك الفرصة لأحد ليحاول إبقائي أكثر..

تنهدت ما إن أغلقت باب الغرفة خلفي..كان ذلك مجهداً.

سرت حتي السرير ملوحاً بقدمي لأسقط الخف المنزلي منهما، استلقيت معانقاً الأغطية، منذ أن المكيف يجعل الجو معقولاً.

DEVARYA:Revivalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن