30 Years Later.
ديفاريا.
صباح يوم الحادي والعشرين من يوليو كل عام، أكثر الأيام حيوية على مر السنة.
يوم الخروج، حيث يتجمع الأطفال الذين بلغوا الخمس سنوات في العاصمة إدنا، ليقوم الملك بنقلهم في مجموعات صغيرة مع مراقبين للخارج، ليروا العالم كما هو فعلاً وليس كما يصفه الديفاري الأكبر سناً أو ما يرونه على الشاشات لكيف كان قبل ثلاثين سنة.
في قاعة إجتماعات مجلس الوزراء، كان يونان عالقاً مع إرمولاي كيران و قائمة من تقارير يوم الخروج غير الموقعة ، يحاولون إنهائها قبل تسليمها للملك الذي سيظهر في أي لحظة بعد الساعتين التاليتين.
- لما أطفال هذه السنة كثر هكذا؟!
إرمولاي كان حاقداً على الآباء الذين تزوجوا قبل خمس سنوات جالبين هذا العدد من الأطفال لهذا اليوم من السنة!
- إنهم سبعة آلاف وخمسين طفلًا إرمولاي، لا تبالغ.
كيران أوقفته قبل أن يتمادى بمحاولة إقتراح حل لتلك الأزمة، و يونان لم يكن أقل إمتعاضاً لأنه إقترح بعد لحظة صمت
- ربما علينا وضع قانون لتحديد النسل.
و إرمولاي أومئ موافقاً بينما يرفع لها حاجباً، يخبرها بلا كلام أنه ليس الوحيد المتأزم هنا.
- فقط لننهي التواقيع قبل وصول الملك، ثم يمكننا مناقشة أي كم من مشاريع القوانين تقترحانه.
بينما تابع الثلاثة عملهم بصمت، يوقعون على ملف كل طفل بعد أن تأكد القسم الأداري المسؤول عن العملية كلها من صحة البيانات المقدمة، تقع عيناها على صورة الطفلة المرفقة بالملف، صهباء ذات عينان زرقاوتان لطيفتان و غمازة ذقن مموهة، كانت مألوفة لسبب ما، وعندما ألقت كيران نظرة على الإسم عرفت السبب، لقد كانت إبنة إيلاي، سيسيل إيلاي برايان، مع أن جينات فيديليا كانت مسيطرة لحد كبير، إلا أنها كانت تحمل ما يكفي من ملامح والدها ليعرف الجميع صلة القرابة دون جهد.
وقعت الملف بينما تمرر إصبعها على شاشة الجهاز اللوحي ليظهر ملف جديد، توقعه دون أن تنظر لصورة صاحبه وتفكر كيف سيتجاوزون المشكلة المتوقعة التي سيسببها إيلاي.
لقد كان يوم الخروج لإبنته الوحيدة، وهي واثقة أنه لن يتبع البرتوكول الخاص بهدوء ودون شوشرة، سيرغب بالتأكيد بمرافقتها.
البرتوكول ببساطة هو أن يقسم الأطفال لمجموعات من خمس أفراد، بينما يتم إختيار الأقوى من أولياء أمورهم مجتمعين، وتوزيعهم عشوائياً في مجموعات ثنائية، شرط ألا يكون أي من الطرفين والد أحد الأطفال في مجموعته، لضمان الحيادية التامة في تعاملهم مع الأطفال الذين تحت إشرافهم.