الرنين..مجدداً.
بريونيا..أكرهك.
فتحت عيناي بصعوبة بسبب ضوء الصباح، الشمس لم تشرق بعد، والستائر مفتوحه.
أسقطت رأسي على الوسادة مجدداً فاتحاً نصف عين ومغلقاً المكالمة الواردة منها..وللمفاجأة، لقد كانت المكالمة الثانية عشر!
بعد نصف ثانية أتصلت مجدداً، هذه المرة فتحت الخط وأنتظرتها لتتكلم، وصوتها رقيق النبرات أتى غاضباً.
-أصنع معروفاً لنفسك وأخبرني أنك خارج السرير بالفعل !
همهمت لها، وهى لم تحتج أكثر من ذلك لتعلم أنني لم أفعل -دالاس، سبع دقائق..سبع دقائق بالثانية أو لننفصل!
أه..غريبة التعبيرات تلك.
-عشرة.
ماطلت وهى أكدت بحدة.
-سبعة.
ثم أغلقت الخط.
تنهد، تاركاً يدي والهاتف يسقطان جانباً، سبع دقائق.
حاولت رفع نفسي عن الحاشية لكنني سقطت للخلف مجدداً، بجدية أنا متعب حد الموت، لمَ فقط لا نتجاوز حصة اليوم؟
لكن..حفاظاً على الأرواح، من الأفضل ألا أفعل..قد تكسر جمجمتى عندما نلتقي مجدداً.
هكذا لم يكن لدي سوى خمس دقائق لدخول الحمام غسل وجهي وتفريش أسناني ثم الجلوس على أريكة الشرفة مع اللابتوب وسماعات الأذن ووجه يونيا الجميل على شاشة برنامج بينجل ماسنجر مع المايكرفون الصغير المثبت في ياقة كنزتها الشتوية..إنها تثلج في كندا.
-الشمس المشرقة فوق رأسك تشتتني !
تتحدث عن شعري المنفوش غير الممشط.
-سبع دقائق !
ذكرتها بالمهلة التي لم تكن تكفي لتمشيط شعري وهي وافقت بابتسامة.
-إَتسي..آسك سيكينيسوميَ(إذاً..لنبدأ).
******
عودة..
بطاقة دعوة العشاء التي وجهتها بيا للجميع - بإستثناء والدي كلير البشريين- كانت مبهرجة ومتعددة الألوان ومكتوبة بخط يد أنيق، كانت الساعة السادسة مساء عندما أغلقت باب الشقة هابطاً الدرج للأسفل، هو قال أنه سيتأخر في المشفى لذا على الأغلب لن يأتي قبل الثامنة، بعد موعد الدعوة بساعة.
الطريق لمنزلهم كان يحتاج لعشرين دقيقة من السير، السماء أرجوانية والشوارع قليلة السيارات والناس، كان الوقت الفاصل بين نور الصباح ونور مصابيح الشوارع، فجوة زمنية لا يبدو أن الكثيرين يمرون عبرها.