الألم الذي نبض في رأسي مباشرة بعد إستيقاظي جعلني أجفل. كانت الغرفة مظلمة، والألم الذي بدا كطعنات في عظام جمجمتى كان يتدرج في شدته، جسدي كان مخدراً، ولازلت أشعر بالنعاس، رغم أني ربما نمت لوقت طويل جداً.تكورت على نفسي لأجل البرودة خلف ظهري، وحاولت تعديل الغطاء للتخلص من ذلك، ثم عدت للنوم مجدداً.
كنت في مقدمات نعاسي بالفعل عندما أنتفضت على اليد التي أستقرت فوق مفصل كتفي، ألم رأسي ثار على الحركة المفاجئة، لكن اليد التي كانت قد أنتفضت بدورها بعيداً بسبب حركتي عادت هذه المرة لتستقر علي رأسي، تمسد موضع الألم ببطئ وخفة، تضغط بالضبط حيث يجب أن تفعل لتوقف الألم..
وكان ذلك جيداً جداً لجراح قلب متخصص.
الألم كان قد بدأ يتلاشى بعد عدة دقائق، ومع بدايات نعاسي للمرة الثانية كانت اليد لا تزال تتخلل شعري محركة إياه في كل الأتجاهات.
*******
-ألن نتحدث عن ذلك؟
ألكسيس اقترح بعد ربع ساعة من الصمت حول طاولة المطبخ حيث أتناول الإفطار بينما هما جالسان يحدقان منذ مدة.
-لن نفعل.
أجبت دون أن أنظر إليه وأنا ألتقط قطعة الفراولة بالشوكة من طبق سلطة الفواكة مع الشكولاة الذي وجدته هذا الصباح في الثلاجة، ألكسيس تنهد، وأوشك روسلان علي قول شيء ما قبل أن أرفع رأسي لكليها.
-نحن لن نتحدث أو نفتح هذا الموضوع مجدداً أبداً، أنا أعلم كيف أبقي نفسي حياً بعيداً عن المشاكل والأشخاص الخطرين وأنتما ليس عليكما العمل كمخبرين لإدجار .
روسلان جعد حاجبيه وفتح فمه صدمة لأجل الجملة الأخيرة، وأنا تجاهلت ذلك حاملاً الطبق ومتوجهاً للصالة حيث التلفاز.
تركت قناة عشوائية تعمل والتي صدف وكانت "National Geographic"
ومشاهدة عنكبوت ما يأكل ذبابة ليس أكثر شيء مناسب لرؤيته بينما أنت تأكل..
بعد وقت لا بأس به خرج الأثنان من المطبخ أخيراً، الساعة كانت قد بلغت السابعة وهم يفترض بهم التحرك الآن لأجل محاضراتهم.
ألكسيس توقف منتصف الصالة يحجب العنكبوت والذبابة بينما روسلان سبقه للمدخل، قبل أن أخبره أن يتحرك بعيداً عن الشاشة ألتفت إلي فجأة وتقدم خطوتين سريعتين جعلتاني أضم قدماي بعيداً عن طريقه.
-أعتذر بشأن ما قلناه ذلك اليوم، وأنت محق..بإمكانك الإهتمام بنفسك لذا لن يكون هناك داع للإتصال بإدجار مجدداً !
ثم تحرك للباب، وبعد دقيقة كانا قد ذهبا.
ما كان ذلك؟
كان بارداً بالتأكيد عندما قال ذلك، ثم تجاهل روسلان التام..