CH:22

2.9K 227 194
                                    




كندا،مونتريال.





-هناك بيتزا في الثلاجة،لا تطفئي ضوء السلم،ربما أتأخر.

ثم خرجت صافقة الباب خلفها،تجعلها تتنهد بينما تعلق معطفها فوق المشجب في مدخل الشقة.


رفيقة سكنها كانت سيدة عاملة في الثلاثين،عزباء وبلا أقارب،ومزاجها كان أكثر شئ حاد في الشقة!


درشتي،ذات الأصول الهندية لكنها عاشت كل حياتها تقريباًَ هنا.

توجهت لغرفتها أولاً لتبدل ملابسها،وفي الثلاجة كانت علبة البيتزا وعلبة صودا،حملتهما إلي غرفتها وأغلقت الباب،تجلس على الإطار العريض للنافذة وتقلب في هاتفها لرؤية الرسائل الجديدة من مجموعة الدراسة في فرقتها.

كان هناك الكثير من الملخصات اليدوية التي تبرع العديد من زملائها برفعها،لكنها لم تنظر إليها،فقط تقلب الرسائل لتعرف موعد نتيجة إختبارات منتصف الترم،لكن أحداً لم يقل أي شئ بشأن ذلك،لذا تجاهلت الأمر و أقفلت الهاتف،تأكل بصمت بينما تحدق للشارع الخالي في الخارج،السماء كانت مظلمة،و مصابيح الإنارة  الصفراء في الأسفل جعلت الجو شبحياً لدرجة ما..






بينما تجلس هناك تمضغ البيتزا ببطئ،تشعر بالفراغ وتفكر في العينان الخضراوتان اللتان بادلتها التحديق قبل ساعات..



كانت تلك مفاجئة،لقد أجفلها لسبب ما،رغم أنها لا تفعل في الحياة سوى التحديق في أعين الغرباء!



لكنه لم يكن غريباً..ليس تماماً.

لقد رأته عدة مرات في الكافيتريا،في ذلك اليوم الذي تحدث فيه مع رجل ما أخذ منه مجلداً كبيراً ورحل،يتركه يبكي بهستيرية خلفه..

لم تعلم وقتها ما تفعله،لم يكن بإمكانها فعل شئ في الواقع،لذا سحبت ذراع موظفة المقهى وأشارت عليه،تجعل المرأة تتجه إليه،لا تقاوم نزعتها الأمومية وتعانقه!



لقد ظلت هناك حتى أتي الرجل الأنيق ذو العينان الفضيتان الذي رافقه للخارج،والذي بطريقة غير مألوفة كان يشبهه جداً.


لم تره في الكافيتريا بعد ذلك،ربما فقط لم يرد أن تراه تلك السيدة،لو كانت مكانه لما أرادت رؤية أي أحد رأى ذلك مجدداً أبداً!

لكنها رأته عدة مرات بعد ذلك مع الشاب الذي كان معه اليوم،يبدو أنحل وأكثر بردواً،ثم مجدداً خلال إلقائه خطاب الترحيب بالسفير اليوناني،كان بروفيسور الأسبانية قد سحبهم للقاعة لجعل العدد أكبر!

والآن حصلت على تواصل أعين معه،أليس ذلك مثيراً!




تنهدت بينما تغلق غطاء علبة البيتزا بعد أن أنهت شريحة واحدة،تفتح علبة الصودا،تشرب القليل ثم تتكور حول نفسها تسند كتفها وجانب رأسها للزجاج،تشعر بالبرد يجمد خلاياها العصبية لكنها لا تبتعد،أنفاسها تشكل بخاراً على السطح شديد البرودة للزجاج.





DEVARYA:Revivalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن