كافيتريا الجامعة كانت مليئة بالكثير من المطاعم الصغيرة، معظمها له تصميم مميز لجذب الطلاب، وبالنسبة لليوم الأول فقد كان هناك الكثير منهم.
الضوضاء مجدداً..تنفست بينما أرفع القلنسوة خاصة المعطف فوق رأسي وأسحب خطواتي تجاه أقل المقاهي إزدحاماً، أحتاج لكوب قهوة يونانية الأن!
الحرم الجامعي كله كان مليئاً بالبشر، الكثير منهم للحد الذي جعلني أوجه خطواتي للخارج حيث السيارة، لا يمكنني حقاً أن أحتمل كل هذا الضغط العصبي لأربع سنوات تالية!
عندما تجاوزت البوابة سمعت شخصاً ينادي اسمي، والذي كان كاسيوس، رغم ذلك لم أتوقف حتي وصلت السيارة حيث ألقيت الحقيبة والقاموس على المقعد الخلفي، بالكاد أستطعت إمساك كل هذا مع كوب القهوة، عندما أغلقت الباب مستديراً لكاسيوس الذي أزاح عينيه جانباً وتنحنح مرتين.
-أحتاج تصوير محاضرة الصوتيات، أو نسخة من التسجيل الصوتي إن كنت سجلتها.
أخذت رشفة أخري قبل أن أفتح فمي لأخبره أني لم أكتب أو أسجل أياً من هذا الهراء، لكن النداء الحاد لألكسيس الذي أصبح هو ورسلان فجأة جواري يحدقان بكاسيوس بعدائية، يكادان يقفان أمامي مادين ذراعيهما كما لو أنه سيقفز فوقي في أي لحظة أوقفني عن ذلك، وهو أيضاً لم يبد سعيداً برؤيتهما، وكان على وشك التراجع للخلف قبل أن يتقدم ألكسيس خطوة.
-مالذي تفعله هنا؟..لا تجب حتى علي هذا، فقط أبقي بعيداً جداً عنه!
كاسيوس أحتفظ بوجه البوكر بينما يتراجع خطوة للخلف، بينما أنا أشرب قهوتي في الخلفية، رفعت صوتي ليسمعني.
-لم أسجل أو أكتب شيئاً لكن أستطيع مساعدتك إن أردت!
مسبباً توقفه وإستدارته إلي مع حاجب مرفوع بينما الأثنان الأخران يحدقان إلي بصدمة.
-إن لم تكن سجلت أو كتبت فكيف تسطيع مساعدتي؟
مع الحاجب المرفوع.
-لقد كنت أخذ دروساً خاصة منذ السنة الماضية، يمكنني أن أساعدك بشيء أو إثنين.
هذه المرة إنضم حاجباه معاً في عقدة بينما ظل واقفاُ مكانه، ذلك جعلني أقلب عيناي عليه وأمد يدي لجيبي أفتح الهاتف وأمده له.
-سجل رقمك، يمكننا أن نجد وقت مناسباً غداً.
أخذ الهاتف بتردد بينما زفر ألكسيس بإنزعاج وتركنا متوجهاً للمقعد الخلفي من الجهة الأخرى.
عندما أنهى كاسيوس تسجيل رقمه، يتصل بنفسه ليسجل رقمي، مد لي الهاتف مومأ برأسه.
-أراك غداً.
ثم سار مبتعداً يركب سيارة رياضية متوقفة في الجهة المقابلة، عندما ألتفت كان روسلان قد جلس في الخلف هو الأخر!