أمام باب شقة إيڨان الخشبي الصقيل كان ثلاثتنا واقفين مع حقائبنا بينما يفتح ألكسيس الباب، سيدة ما خرجت من المصعد رامقة إيانا بنظرة ريبة قبل أن تفتح باب الشقة المقابلة لإيڨان وتغلقه ببطئ ونظرات أكثر ريبة.
!ربما بشر منتصف العمر لا يحبون مصاصي الدماء المراهقين
عندما أدخلنا حقائبنا وأغلقنا الباب، لم يستطع ألكسيس أن يكتم صيحة حماس..ذلك سيجعل سيدة منتصف العمر في الشقة المقابلة تكرهنا أكثر.
روسلان ابتسم متجاوزاً المدخل بعد أن نزع حذائه ومعطفه، يتبعه ألكسيس الذي رمى سترته على المشجب العمودي دون أن يعلقها فعلياً، تركت معطفي في الزاوية العلوية، أضع حذائي في خزانة الأحذية على مسافة آمنة من باقي الأحذية.
الشقة كانت لاتزال كما هى منذ كنا هنا أثناء إختبارات القبول، إيڨان كان قد جهز غرفتي نوم إضافيتان لروسلان وألكسيس بينما غرفة إدجار القديمة كانت لي..لم يكن ذلك مريحاً تماماً لكن في المقابل كان علي مواجهة نظرات إيڨان اللائمة لأني أرفض حتى البقاء في غرفة والدي السابقة.
.هل أنت جائع؟ يمكننا تناول الطعام بينما نشاهد فلماً-
ألكسيس إقترح بينما أنا أسحب حقيبة ملابسي الكبيرة خلفي لغرفتي..آه، مصاصوا الدماء.
-ألكسيس..أنت قد تكون مصاص دماء لكنني لست كذلك! كل ما أريده من الحياة الآن هو حمام دافئ والنوم حتى الصباح.
كنت أشعر بكم إرهاق غير طبيعي، والساعة كانت الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، كان ذلك إقتراحاً غير عادل بالمرة.
.سنكون هادئين، أعدك..تصبح على خير-
روسلان قال بابتسامة متفهمة، لكن ألكسيس ظل صامتاً يملك نظرة مشوشة، النظرة التي تعتلي وجهه كلما ألتقط شيئاً غريباً.
.فقط لنأمل أن ذلك ليس بخصوصي
أغلقت باب الغرفة خلفي، تاركاً الحقيبة جوار الجدار بينما أخرجت ما أحتاجه من ثياب للأن.
الحمام كان يحوي ركناً للإستحمام، الصابون والشامبو وسائل الإستحمام كلها حملت رائحته..أو هو حمل رائحتها، لا يزال يستخدم نفس الأنواع، العقدة أعلى حلقي كانت تتضخم مع كم الروائح المألوفة الجميلة والمؤلمة في هذا الحيز الضيق والخانق من الزجاج.
الفراغ منتصف صدري كان لايزال هناك..أنا لا أعلم حتى إن كنت أفتقده..أو أني أشعر بالحنين، أو أنا فقط أكره ما يذكرني به.
رغم أنه كان حماماً سريعاً، بالكاد استغرق عشر دقائق، إلا أنه بدا كالأبد وأنا أحاول إيجاد طريقة لأبعاد كل تلك الروائح، في النهاية كان علي حشر كل المستحضرات في خزانة المغسلة وإستبدالها مؤقتاً بصابونة وجه جديدة.