رغم الفراغ المطلق الذي يطفو فيه، كان لايزال يرى الوميض، يسمع صوت الترددات المدمرة للإنفجار، و ربما القليل من الهلاوس التي لم يكن واثقاً أنها كذلك.
ملابسه لا تزال مبللة، الرائحة المالحة لمياه المحيط كانت كل ما يبقيه واعياً لحقيقة ما حدث..
دالاس ميت.
لم يكن في حاجة للتأكيد من أي طرف آخر، كان يعلم ذلك، فقط يعلم.
فراغه يضيق عليه لحد ساحق..
لا يزال يعالج الموقف، لا يعلم بماذا يشعر، لم يكن يشعر بشيء في الواقع، كان في حاجة لأن يفعل، ثم خمن أن ذلك ربما آلية دفاعية، لإبقائه عاقلاً..
لأنه يعلم، إن بدأ برد فعله تجاه ما حدث، فلن يوقفه أحد.
كانت تلك آخر فكرة عبرت رأسه قبل أن يخرج، إلى القاعدة في كندا.
************
كان ذلك بالتأكيد أسوء إسبوع مر على كِلا البشر و الديفاري.
موجة فزع عامة إنتشرت من وسط الهادئ لباقي أوربا وآسيا، ثم باقي المعمور، الكثير من الإشاعات التي تربط التفجيرات بالديفا، و عدم صدور تصريح رسمي من أي جهة لتفسير سبب تلك التفجيرات جعل الوضع أسوء.
أما بالنسبة للديفاري..
كان الموضوع معقداً بعض الشيء..ريدفاكيا ودالاس كانا ميتين، تم تأكيد الأمر، يوليان كان مختفياً و جار البحث عنه دون نتائج حتى الآن.
و الأكثر أهمية هو عودة الملك..حسناً ليس فعلياً، فقط الرابطة النفسية و الذهنية التي يتشاركونها معه عادت، في نفس يوم التفجيرات.
ذلك كان الشيء الوحيد الذي أبقاهم متماسكين حتى اليوم السابع، بينما يدرك الجميع الآن ما يخطط البشر لفعله بهم جميعاً من الآن فصاعداً.
..............
- مالذي تفعله؟
إيفان قفز فعلياً بسبب إجفاله، يستدير على عقبيه تاركاً ختم يوليان الذي صُمم قبل شهر ليكون الختم الرسمي للملك، يحدق له بصدمة، و يوليان سحب الورقة التي كان على وشك ختمها، و التي لم تكن سوى إذن بإخراج خمسين مليون دولار أمريكي من الخزنة!- أنت حي!
صوت إيفان الخافت شتت نظره عن الورقة، ثم إنهياره على كرسي المكتب بينما يكرر
- أنت حي!
عيناه شاردتان بإتساع، لكن يوليان تجاهل ذلك مشيراً للورقة
- مالذي كنت تخطط لفعله بهذا؟إيفان لم يكن سيجيب على كل حال، لكن إندفاع الباب بحدة تظهر كلير من خلفه ملقية جملتها قبل أن تدرك وجود يوليان أوقف الأخير من إجباره على ذلك.
- إيفان إدجار ير______
إنتفضت عندما رأته لكنها ظلت مكانها عند الباب تبادل نظرة بين إيفان و يوليان الذي أدار رأسه ببطئ له، يتمتم بلا تعبير:لقد عاد.