الفصل الاول

315K 4.3K 521
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 🌸

أحداث و شخصيات الرواية خيالية و لا وجود لها في الواقع 🧡

هذه أول رواية لي 😊
بقلمي: نور الهدى-الوردة البيضاء
White_rose_28

_________

في منزل مهجور بعيد عن الأعين ...كان يجلس بهدوء تام على كرسيه الفخم الجلدي باللون البني المحروق مما زاده هيبة و فخامة ، يتوسط رجاله و يراقب واحد ممن كانوا السبب في الظلمة المحيطة به ...السبب في سرقة نوره الوحيد ...

هتف الرجل بتوسل و نبرته مهتزة متقطعة عكست آلام جسده المحطم ..آلام لا توازي آلام قلب الجالس أمامه بجمود : سيدي ... أرجوك إصفح عني... لقد ..لقد .. أجبروني ... أرجوك افهمني ..هم هددوني بعائلتي ...لم أعرف ...لم أعرف أنها زوجتك أنت.. صدقني لو كنت اعلم أنها زوجة القناص لما إقتربت منها أقسم لك ...

عذر أقبح من ذنب ..فكر القناص بسخرية وسط الصمت السائد الذي لم يخلو من انين ذلك المجرم و شهقاته..كسر هدوئه و غمغم بنبرة جافة حادة تحمل الكثير من الوعيد و كلام الرجل لم يقنعه و كيف سيقتنع به...من يكذب مرة يكذب عشرة : أين هي ؟

أجابه بنحيب لا يليق برجل مثله و لكنه الآن في يدي القناص : صدقني لا أعرف.. لا أعرف .. ارحمني أرجوك .... لقد اجبروني على قتلها أنا ..أنا.. أنا نفذت الأوامر فقط.. لا علاقة لي بموتها..

الموت كلمة كبيرة ..كبيرة جدا و واسعة المعنى ..موت الروح ...موت القلب ..موت العقل ...موت الضمير ..موت الجسد و حتى موت الأمل ...هناك من يموت و يدفن تحت التراب و هناك من يموت و يدفن حيا بين الناس و هناك من يموت و لا يعرف حتى إن كان مات فعلا ام لا يزال حيا .

فكر في ذلك مشددا قبضتيه حول ذراعي الكرسي يحاول التماسك و كبح جماح ثورته فمجرد اقتران تلك الكلمة بتلك الهاء التي تدل عليها تحترق أعصابه ..

أردف بصوت خشن اجفل ذلك المجرم كما اجفل رجاله أيضا :اجبني أين هي زوجتي ؟

صرخ الآخر بهيستيرية و لم يعد يعرف كيف يجعل من أمامه يصدقه : لا اعرف لا أعرف ..

نظر له بعيون خالية متجردة من الأحاسيس و كأنه ليس بإنسان ...لقد تخلى عن إنسانيته عندما قرروا اللعب معه باستعمالها.... لذا فليتحملوا نار الشيطان التي أخمدتها هي .. شيطانه الذي ثار الآن ..شيطانه الذي تحرر معلنا الدمار على الجميع ، قلب عينيه و قد فاض كيله و استقام من مجلسه هاتفا ببرود : لا وقت لدي لأضيعه معك اذا .

استدار إلى أحد رجاله و أشار له بغموض ثم غادر المنزل الصغير راكبا سيارته مخلفا ورائه صوت صراخ ذلك الرجل مناديا عليه و صرير عجلات سيارته منطلقا إلى مكانه المفضل.. مكان يجد فيه راحة مؤقتة و يقلل من حدة الألم الذي يعتصر قلبه و الذي مهما فعل لن يخفت سوى بقربها .

ظلمة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن