الفصل الرابع عشر ( الجزء الاول)

60.1K 1.6K 145
                                    


اود معانقتك حتى تسقط يداي تعبا ...و أود ارتشاف شهد شفتيك حتى أكتفي شبعا ...أريد و أريد الكثير منك و صدقيني مهما مر الزمن لن أتعب و لن أشبع

بقلمي: نور الهدى-الوردة البيضاء white_rose_28 ❤️⁩

~~~~~~~

تحسست جدية الكلام الذي على وشك قوله لها و مدى أهميته لديه و المؤلم أيضاً من عينيه اللتان تستطيع قرائتهما كالكتاب المفتوح ...غريب ...لقد كانت دوماً تتساءل كيف يستطيع البعض قراءة عيون الآخرين و لكن الآن فهمت كيف فهذا يحدث فقط ...بعفوية شديدة .

مسك يدها مستمدا منها القوة ... الأمل ...القناعة أنها أمامه الآن و لن تسمح للظلام بإبتلاعه ...هي بجانبه و هذا يكفيه .. إن كان الماضي أحدث جرحا بليغا به فهي ستدوايه ... أردف بعد مدة و هو يلعب بأصابعها قائلاً بغصة : لقد كنت صغيرا عندما توفي أبي رحمه الله... لقد كنت متعلق به بشدة ... وفاته صدمتني و خاصةً أني كنت أراه سندي الوحيد الذي لن يتركني أبدا..كان موته كابوسا طويلاً بالنسبة لي...في حياتي كلها لم أتوقع أنه في يوم من الايام سيخطفه الموت مني..

ضغطت نور على يده الممسكة بيدها قليلاً مساندة له ... إنها معه الآن و ستبقى دوماً بجانبه ...فتابع هو مزدردا ريقه : و بعد موته باشهر وقعت بالصدفة مذكرات أمي في يدي...لم أقصد قرائتها و لكن شيء ما جذبني لا اعرف فضولي أم الشيطان و لكني قرأتها و صدمت وقتها... أمي كانت مغرمة بشاب قبل الزواج بأبي و تزوجت أبي بالإكراه من طرف والدها لأن والدي كان له مال و جاه .... أما الشاب كان من الطبقة المتوسطة و هو ما لم يعجب جدي....

نظرت إليه بصدمة فهي لم تتوقع أن تكون فريدة متزوجة بالغصب فهي تحب زوجها كثيرا ؟؟ ..هز رأسه بتفهم صدمتها و تابع بهدوء: تفاجئت أيضا و خاصةً أني كنت أرى بعينيهما حبهما لبعض و احترامهما لبعض كانا مثَلي الأعلى في الزواج ...و لكن ...

نور بهمس فدوما بعض " لكن" تأتي الصدمات : و لكن؟

تنهد قبل أن يسترسل بغصة : بعد وفاة أبي بعامين عاد ذلك الرجل مرة أخرى إلى حياتها ... أنا لم أتوقع أبدا أنها ستنسى أبي بهذه السهولة و تذهب مع رجل آخر ...هل تصدقي ذلك .. أمي تركتنا من أجله ؟ الأم نبع الحنان عندما كنت في أمس الحاجة لها تركتني و رحلت... تركتنا نحن اولادها... آسر كان صغيرا وقتها لا يفقه من الحياة شيء... لهذا أخذته معها بعد مرور مدة على زواجها و هكذا كبر هناك في أمريكا بعد فترة سمعت أن السيد زوجها توفى إثر إصابته بسرطان ...حاولت التقرب مني و لكن لم اسمح لها و رغم كل شيء احترمتها دوما و تحملت كافة مسؤولياتي تجاهها فأنا لست مثلها لاتخلى عنها.... أنا تعذبت في طفولتي حرمت من أبي و أمي...لم استطع مسامحتها على فعلتها تركتني أنا و أختي لجدتي.. حتى جدتي المسكينة تدهورت حالتها بعد وفاة أبي لأنه كان إبنها المحبوب ..ابنها البار...و ساءت صحتها أكثر بعد صراع الورثة ...لقد حطمها ابنها الآخر مختار والد مازن و كريم....لقد كان طماعا للغاية و أراد تقسيم حصة أبي و لكن وصية والدي منعته فابي قد كتب كل شيء باسمي و اوصاني على نجوى و آسر ...عمتي حالتها لم تفرق عن جدتي فهي عانت من وفاة أخيها و سندها لتنصدم بعدها بزوجها الحقير  الذي كان اسوء من عمي باشواط و هو من بث سمومه في عائلتنا ...لم تتحمل جدتي المشاكل و خاصة أن قلبها ضعيف ..طمع ابنها ... فساد زوج ابنتها الذي سرعان ما أنتقل إلى أولاده .. حالة ابنتها و فوقها نحن من تيتمنا في صغرنا...تعرضت لذبحة قلبية و ها هي للآن لا زالت تعاني منها...لم تتمكن من المشي و حالتها النفسية كانت سيئة لم تتكلم و لم تجالس أحدا منذ أن كنت في السادسة عشر....كرهت الحب و لم اصادق النساء كانوا بالنسبة لي مجرد غبيات عا**ات كلبات مال و خائنات ....white_rose_28 أنا لا اعمم و لكن كل من رأيتهن و صادفتهن كن هكذا.... تحملت المسؤولية و أنا لا زلت مراهقا ... مراهق فقد والده و والدته... مراهق عائلته انقلبت ضده لم يكن لي سوى جدتي و أختي لتتزوج بعدها نجوى و تسافر لالمانيا و جدتي كما تعرفين حالتها لاصبح وحيداً مسؤولا عن كل شيء .

ظلمة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن