Part 24

1.5K 134 20
                                    

قررت مون انها ستنسى مشاعرها و لن تجعل احد يلاحظ آلامها و ستجعل الألم يبقى بداخلها و لا يخرج الا لها وحدها لا أحد غيرها.
أما بالنسبه لمشاعرها فستلقى بها عرض الحائط و قد قررت انها لن تخوض فى تجربه تلك المشاعر مره اخرى فيكفيها ألم و يكفيها تحمل.
نهضت من أمام الزهور و هى تنظر لها بأسف و ندم و هى تستنشق ما فى انفها.
"انا حقا اعتذر و أعدك انه لن اريكى دموعى مره اخرى فأنا سأعود كما كنت سأعود مون القويه التى لن يهزمها اى شئ بالحياه مهما كان كبير"
نطقت مون بنبره صارمه و عينيها تحمل شعاع الاصرار الذى فقدته فى اليومان الفائتان لتتحرك من مكانها متوجهه للمطبخ لتعد لها كوب من القهوه لعل ألم رأسها يخف قليلا.
اخذت القهوه و توجهت إلى غرفتها لتبدل ملابسها استعدادا للخروج لتنظر لنفسها بالمرآه لتصدم من هيئتها و شكل وجهها.
بشرتها التى اخذت فى الذبول و أسفل عينيها اخذ فى اتخاذ اللون الاسود كالمرضى بجانب تورم عيناها لتتنهد بقوة مستخدمه المكياج محاوله إخفاء تلك الآثار كأنها تعيد ترميم روحها المنكسره.
تفقدت نفسها لآخر مره فى المرآه قبل أن تتحرك من مكانها بثقه و كأن اليومان الماضيان لم يكونا فى حياتها قط.
توجهت إلى مكتب السيد كيم لتدق على الباب بخفه ليأذن لها الأكبر بالدخول لتدخل و هى تبتسم ابتسامه أجبرت شفتيها على رسمها.
  "اعلم انى تجاهلتك فى اليومان الماضيان و لكنى كنت مريضه بحق"
تحدثت مون بأسف و هى تنظر إلى السيد كيم الذى بوز شفتيه كالأطفال.
"من الجيد انكى تعلمى انى حزين"
تحدث الجد بنبره طفوليه لتبتسم مون بحماس و هى تقترب منه.
"لذلك أتيت اليوم لنذهب خارجا و نقضى اليوم معا دون اى ازعاج و أعدك انى سأجعلك تمرح كثيرا، إذا ما رأيك؟!"
انهت مون حديثها بإبتسامه ليتربع الجد و مازالت معالم وجهه جامده.
" لا اريد"
تحدث الجد بغضب طفولى و هو يحرك وجهه بجهه اخرى غير جهه مون لتركع مون على ركبتيها أمامه ممسكه بيده.
" انا حقا اسفه، انا حقا سأتحمل اى شئ إلا أن تحزن منى بسبب شئ لم يكن بذنبى، صدقنى كنت مريضه جدا و انا عندما أكون مريضه اكون هشه و ضعيفه لذلك لا اريد ان يرى أحدهم ضعفى لأنى اكره نظرات الشفقه من اى احد، لذلك سامحنى الا يمكنك؟! ارجوك هذا اول طلب اطلبه منك ابدا"
تحدثت مون برجاء و هى تتمسك بيد السيد كيم بقوة ليسامحها لينظر لها السيد كيم بعتاب.
" أولست جدك كما تقولى؟ اذا لما اخفيتى ضعفك عنى؟ "
تحدث السيد كيم بعتاب و هو ينظر بعينا مون اللاتى امتلئن بالدموع لتتنهد مون بقوة.
" طوال حياتى و انا اعتمد على نفسى فى كل شئ، لم املك والد لاحتمى به و يكون خلفى دائما سواء كنت اقوم بشئ صحيح او شئ خاطئ، والدتى كانت ضعيفه و لم أستطع الاحتماء بها بأى شئ، طوال الوقت و انا اعتمد على نفسى فى دراستى فى عملى حتى فى حياتى اليوميه و لم اجعل احد يشاركني آلامى قط، حتى عندما كنت امرض كنت اختفى عن الأعين حتى لا يرى أحدهم ضعفى و ينسى صورتى و هيئتى القويه لذلك أنا أعتذر منك إلا يمكنك قبول اعتذارى؟! "
تحدثت مون بعيون دامعه و هى تتمسك بأيدى السيد كيم الذى شعر بآلامها ليومئ لها فى هدوء راسما على شفتيه ابتسامه جاهد ان تكون طبيعيه.
"حسنا الان انهض و ستجد ملابس موضوعه على السرير ارتديها و لنغادر فقد قمت بتحضير برنامج رائع لنا"
تحدثت مون بإبتسامه بسيطه كأنها ليست موجوده من الأساس تحاول أن تضفى بعض المرح على نبرتها ليومئ لها الجد فى هدوء ناهضا من مكانه متوجها إلى غرفته.
بعد قليل من الوقت خرج ليقف أمام مون بالملابس التى اختارتها له لتبتسم بوجهه فور رؤيته.
" هل يمكنني تبديل تلك الملابس؟!"
تحدث الجد بعدم راحه و هو ينظر إلى ملابسه بعدم راحه لتومئ له مون بالنفى.
"لماذا ؟انت تبدو وسيم جدا بتلك الملابس"
تحدثت مون بإبتسامه بسيطه و هى تتعلق بذراع الأكبر  الذى تنهد بقوة.
"انت تبدو وسيم حقا ثق بى ان هناك العديد من الفتيات سيطلبن رقم هاتفك "
انهت مون حديثها و هى تغمز بعينها اليمنى ليقهقه السيد كيم عليها ضاربا ذراعها بخفه و مزاح.
كان السيد كيم يرتدى بنطال جينز و تيشرت و أعلاه جاكيت ثقيل نظرا لبروده الجو.
كانا الاثنان يتحركان بهدوء و مون تتعلق بذراع الأكبر و هما يتحدثا فى مختلف المواضيع حتى وقفا أمام البوابه لتجد جميع الحرس على استعداد فى ان يتبعوهم.
"مهلا مهلا إلى أين أنتم ذاهبون؟"
تسائلت مون رافعه حاجبيها الأيمن و هى تنظر للحرس الذين وقفوا أمامها بهدوء.
"سنتبعكم سيدتى للحماية"
تحدث احد الحراس بإحترام و هو ينظر للأرض لتتنهد مون بقوة.
"اليوم يوم خاص بنا وحدنا لذلك لا نريد هذا الكم من الحراس و لا تقلق لن يصيبنا شئ و الآن استريحوا جميعا لن يأتى احد معنا"
تحدثت مون بنبره صارمه و ملامح جاده لينظر الحارس إلى السيد كيم ليومئ له بخفه و ابتسامه بسيطه مؤيدا ما قالته مون.
"و الآن قوموا بفتح البوابه لنغادر فهناك الكثير بإنتظارنا"
تحدثت مون بإستعجال ليقهقه السيد كيم عليها ليمتثلوا الحراس لامرها ليقوموا بفتح البوابه لتتمسك مون بذراع الأكبر ساحبه اياه خلفها و هى تركض لخارج المنزل فهى قررت نسيان كل شئ بالفعل.
.
.
.
.
.
كان السيد يانغ يجلس مع زوجته فى ذلك المنزل و هو يقص عليها ما حدث لتقطب هى حاجبيها.
"الا تظن انه يجب أن نخبرهم بالحقيقه الان؟!"
تسائلت يون والده مون بشرود و هى تنظر أمامها ليتنهد السيد يانغ بقوة.
"لا أعلم و اخاف ان اتحدث الان أفسد كل ما فعلته مون فى الايام الماضيه، صدقينى انا لا اعلم ماذا يجب أن أفعل"
تحدث السيد يانغ بحزن ليضع يده على رأسه فى حيره لتنظر له يون بهدوء.
" احيانا أشعر أن مون هى امى و ليس العكس، هى من صغرها و هى تتحمل المسئوليه اتجاه كل شئ، هى لم تشتكى لى يوما و لم تلومنى يوما على تركى كل شئ خلفى و هروبى بها، حتى عندما اخبرتها عن ما فعله والدك بنا و ما اجبرنا على فعله صدمتنى بإجابتها فهى اخبرتنى ان اى والد بمكان والدك كان ليفعل المثل لانه يرى ابنه مازال و سيكون طفله الصغير للأبد و انه كوالد يشعر بالمسئوليه عن اتخاذ القرارات بالنيابه عن أبنائه دائما، احيانا أشعر أن وجودها على الأرض مجرد خطأ و ان مكانها بالسماء بالفعل"
تحدثت يون بإبتسامه متألمه ليمسك السيد يانغ بيدها ضاغطا عليها بخفه يحاول ان يبث بها الهدوء قليلا.
صوت رنين هاتف السيد يانغ تصاعد بالمكان قاطعا الصمت المحيط بهم ليقطب حاجبيه فور ان رأى اسم والده على الشاشه.
أجاب و هو يشعر ان هناك شئ سئ سيحدث له لتتابعه زوجته فى هدوء لترى تغير ملامح وجهه الى الصدمه و الحزن و هو لا يستطيع التحدث كأن لسانه شل عن الحديث.
سقط على المقعد بصدمه و الألوان التى بوجهه قد سحبت لتنهض له زوجته تسأله ما به.
.
.
.
.
.
العديد من الصحفيين يقفوا أمام مشفى سوهو يحاولوا الحصول على اى خبر ليقوموا بسبق صحفى بسببه.
السيد كيم يجلس على إحدى المقاعد ينظر إلى يديه الملطخه بالدماء كحال ملابسه بينما كاى يغرز الأرض ذهابا و ايابا و والدته و والده ينظران لحاله و لحال السيد كيم بصمت.
بعد قليل من الوقت وجدوا جسدان يرقدان بإتجاههم ليستطيعوا تفرقه ملامحهم بعد قليل عندما اقتربوا منهم.
"يون!"
تحدث والد كاى بصدمه و هو ينظر الى تلك المرأه التى بجانب أخيه و فى حاله مذريه من البكاء.
"ماذا حدث لإبنتى؟ اخبرونى ما بها انتى؟ تحدث معى أولست انت من كنت معها؟ فقط اعلم انه اذا حدث شئ لإبنتى لن اسامحك ابدا"
تحدثت يون بصراخ و هى تبكى بشده و هى تتمسك بملابس الأكبر بقوة ليسحبها السيد يانغ إلى احضانه بينما الأكبر لا يعلم ما الذى يحدث حوله ليسقط مغشيا عليه.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع 💙"

طبيبه عائله كيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن