سَقَطَتْ سَهوَاً || JJK ✔️

|٢٢|

_________________

خرجَ الغرابيّ من سيّارة صديقه سريعًا مغلقًا الباب وراءه بعنف و أسرع نحو مكان الشرطة و أجهزة الأمن التي حاوطت الجثة بأشرطةِ التحقيق الصفراء

بينما أفكاره تتخبطه يمنةً و يسرى و ألمٌ مفاجئ اجتاح معدته جاعلًا منه لا يعي ما حوله حتّى جيمين الّذي لم يكن أقل إرتباكًا منه بينما يتبع خطاه .

استوقف خطاهما نحو مكان الجثة رجلٌ سأل عن هويتهما ليدركا فيما بعد أنّه إحدى المحققين التابعين لقسم شرطة المنطقة فأخرج جونغكوك محفظته من جيب معطفه

'المحقق جون جونغكوك من مكتب سيؤول للتحقيق
و الذي معي المحقق بارك جيمين.'

أجاب بإقتضاب ليومئ الآخر بعد أن تعرّف على هوّية الغرابي الذي كان مسؤولًا عن قضية الامرأة لذا أردف بالتفاصيل
'الجثة بحالة سيئة جدًا و الوجهُ مهشّم و محروق بالكامل بفعل السجائر ، استطعنا التعرًف على هويتها من بطاقتها الشخصية التي احتوتها محفظتُها .'

زفر جونغكوك بعمقٍ شديد
'هل يمكنني رؤيتها ؟'

'بالتأكيد ، تفضل.'
لحقَ الاثنان بالمحقق الّذي أوداهما إلى مسرح الجريمة الّذي قد حوِّط بالأشرطةِ الصفراء ، فاجتازها كلًا من جونغكوك و جيمين ليقوم فحومي الخصل بإزاحة الغطاء الأبيض الذي غطى جثمان الضحية من رأسها إلى أخمص قدميها

لا يعلم ما الّذي جعل ذلك الشعور بسائل حامض و مقزز يندفعُ من المريء إلى فمه يتسلل إليه

ربما كان السبب رائحة الجثة الّتي يبدو بوضوح أنّها قضت عدّة أيام في الخلاء بين الديدان ، أو بسبب الوجه المتهشّم و المشوّه بطريقةٍ جعلت القشعريرة تسري طولَ جسد جيمين

و ربما كلا السببين ! لا يهم ، المهم أنّه لم يستطع تمالك نفسه وقد استطاع كبح ذاته عن التقيؤ في مسرح الجريمة بصعوبة راكضًا  و هو يضع يده على ثغره نحو الأشجار الّتي لم تبعد كثيرًا عن المكان

أفرغَ ما كان في معدتهِ المسكينة عند إحدى الأشجار لينتهي به الحال لاهثًا ثم أسند جذعه على الشجرة و قد لحقه جيمين بالمناديل .

لم يكُن من عادةِ جونغكوك التقزّز من الجثث -لكونها جزءًا رئيسيًا من عمله- و لأنه يعرف ذلك بالفعل ، فالشعور بتأنيب الضّمير اعتراه مجدداً .

لكن لنكون أكثر صراحة ، هذه هي المرّة الأولى الّتي يتعامل فيها مع جثة بذلك القدر من الضرر ، و ذلك ما جعله أكثر بؤساً ..منظرُ الحروق المُفتعلة بواسطة السّجائر الّتي أطفئوها بأيدي و وجه الامرأة الّذي بات غير واضح الملامِح من شدّة الحروق كان مشهداً قاسياً بمجرد تخيّل الرّعب و الألم الّذي مرّت به حينها.